القائمة

أخبار

قضية الصحراء: سعد الدين العثماني وإبراهيم غالي وجها لوجه في مراسيم تنصيب رئيس بنما الجديد

يتواجد كل من رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، وزعيم جبه  البوليساريو إبراهيم غالي في العاصمة البنمية، من أجل المشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد لاورينتينو نيتو كورتيزو. وسبق لبنما أن جمدت اعترافها ب"جمهورية" البوليساريو سنة 2013 قبل أن تستأنفها سنة 2015.

نشر
وصول سعد الدين العثماني إلى بنما
مدة القراءة: 4'

بعد توالي سحب الاعتراف بـ"جمهورية البوليساريو" من قبل دول القارة الأمريكية، حرص زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي على التوجه شخصيا إلى بنما من أجل حضور حفل تنصيب الرئيس البنمي الجديد، لاورينتينو نيتو كورتيزو، والذي ستجري مراسيمه اليوم الاثنين.

وأشارت "وكالة أنباء" البوليساريو إلى أن إبراهيم غالي وجد في استقباله أُثناء وصوله إلى العاصمة البنمية، بنما سيتي، يوم السبت الماضي، ممثلين من السلطات البنمية، دون أن تشير إلى صفتهم أو اسمهم.

ولم يلتق غالي بالرئيس البنمي المنتخب إلا في اليوم الموالي، وأكدت "وكالة" الجبهة أن المسؤول الانفصالي أكد للرئيس المنتخب حديثا رغبته في "توطيد علاقات الصداقة والتعاون التي تربط الجمهورية البنمية والجمهورية الصحراوية ، والسعي المستمر لإيجاد أفضل الآليات والسبل لتفعيل التشاور والتنسيق والتبادل المستمر والمنتظم لوجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك".

واعترفت بنما بـ"الجمهورية الصحراوية" في 23 يوليوز من سنة 1978 ، وكانت بذلك أول دولة أمريكية تعترف بها، كما أنها كانت أيضا أول بلد يستضيف "سفارة" للبوليساريو في القارة الأمريكية (1980).

وفي نونبر من سنة 2013، قررت الحكومة البنمية تعليق اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو، وعللت ذلك قائلة في بلاغ لوزارة خارجيتها "بمقتضى مبادئ القانون الدولي ولكي يمكن لجماعة بشرية أن تأمل في تشكيل دولة ذات سيادة تتمتع باعتراف مجموعة الدول، يتعين بالضرورة أن تتوفر على المقومات الأساسية التي تضمن وجودها، ويتعلق الأمر بالأرض والشعب والحكومة والاستقلال".

ولكن موقفها بقي متذبذبا، حيث عادت لتستأنف علاقاتها مع جبهة البوليساريو في 8 يناير من 2015، وفي غشت من السنة ذاتها تم افتتاح سفارة بنمية في الرباط بحضور مسؤولين من البلدين. وفي يناير 2016 ترأس صلاح الدين مزوار الذي كان حينها وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون، حفل الافتتاح الرسمي لسفارة المملكة المغربية بجمهورية بنما.

ورغم احتفاظ بنما بعلاقات مع جبهة البوليساريو إلا أنها ظلت حريصة على الإبقاء على علاقات جيدة مع المغرب، ففي شهر يونيو من سنة 2017، رفضت السلطات البنمية طلبا للجبهة الانفصالية، بحجز شحنة مغربية من الفوسفاط، قائلة إنه لا يوجد دليل على أن الشحنة مملوكة للجبهة.

سعد الدين العثماني وإبراهيم غالي وجها لوجه

وسيكون المغرب ممثلا في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد، إذ وصل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم أمس إلى العاصمة البنمية. وعلى عكس زعيم جبهة البوليساريو الذي اكتفت السلطات البنمية بإرسال مسؤولين من درجات دنيا لاستقباله، وجد رئيس الحكومة المغربية في استقباله نائب وزيرة الخارجية البنمية، لويس ميغيل إنكابيي.

وقال العثماني، في تصريح للصحافة، بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، "بتكليف من جلالة الملك، أحضر مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لجمهورية بنما، فخامة السيد لورونتينو كورتيزو"، و"أريد أن أهنئ الشعب والرئيس البنميين بهذه اللحظة".

وأبرز أن هذه المشاركة تعكس الإرادة القوية للمملكة المغربية في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغربية البنمية من أجل تطويرها وتنويعها لتشمل أبعادا ومجالات متعددة، اقتصادية وتجارية وثقافية، وكذا إطلاق حوار سياسي منتظم، مع السعي نحو إقامة شراكة استراتيجية، لما فيه صالح البلدين وقضاياهما الكبرى.

وشدد العثماني على أن المملكة تعد شريكا مثاليا للجمهورية البنمية على المستوى الدولي، بالنظر إلى المكانة المتميزة التي تحظى بها في محيطها الإقليمي وعلى صعيد القارة الإفريقية.

وقال رئيس الحكومة، في هذا الصدد، "سنعمل على أن تكون علاقاتنا الثنائية في المستقبل قوية ومتنوعة ومفيدة للبلدين"، مبرزا الدور الهام لبنما في أمريكا الوسطى وفي القارة الأمريكية عموما، وكذا الدور الذي يمكن أن يضطلع به المغرب كبوابة ولوج للقارة الافريقية.

وسبق للملك محمد السادس أن بعث برقية تهنئة إلى كورتيزو، مباشرة بعد انتخابه رئيسا لجمهورية باناما، جاء فيها "وإذ أشيد بعلاقات الصداقة والتعاون المثمر القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية باناما، أؤكد لكم حرصي على العمل سويا مع فخامتكم من أجل تمتينها، وتوسيع مجالاتها، بما يعود بالنفع العميم على شعبينا الصديقين".

يذكر أن كورتيزو، عن "الحزب الثوري الديمقراطي" (وسط اليسار)، فاز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في جولة واحدة في الخامس من ماي الماضي، بعد حصوله على نسبة 33.35 في المئة من الأصوات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال