القائمة

أخبار  

جمعية فرنسية تتمكن من تحديد هويات جنود مغاربة قتلوا في الحرب العالمة الثانية

بعد بحث دامت مدته عشر سنوات، تم مؤخرا تحديد هوية 12 جندي مغربي، قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1944، ودفنوا تحت اسم "جندي مجهول"، وتم الاحتفال بتحديد هوياتهم في المقبرة العسكرية الواقعة في بلدية فيلار ليه بلامونت الفرنسية.

نشر
أسماء الجنود المغاربة الذين حددت هوياتهم
مدة القراءة: 3'

قبل عشر سنوات تعهد جان بيلكيز، رئيس جمعية "الذاكرة الفرنسية"، بتحديد هوية 12 جندي مغربي مجهول، دفنوا في المقبرة العسكرية المتواجدة في بلدية فيلار ليه بلامونت، وهو الأمر الذي حصل فعلا، حيث تمكن من العثور على هوية هؤلاء المحاربين المغاربة في صفوف الجيش الفرنسي، الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.

 وفي تصريح لموقع يابلادي، قال بيلكيز إن هذا "واجب اتجاه الذاكرة"، وتعمل الجمعية الفرنسية للحفاظ على المقابر في كل من فرنسا والمغرب ودول أخرى، ويعتبر بيلكيز أن تمكنه من العثور على هوية هؤلاء الجنود، حدث مهم في مساره المهني.

وأوضح الفاعل الجمعوي الفرنسي لموقع يابلادي أن هؤلاء الجنود الـ12 كانوا ضمن 60 جنديا مغربيا، شاركوا في معركة ضد الألمانيين من شتنبر إلى نونبر سنة 1944، على بعد حوالي ثلاث كيلوميترات من بلدية فيلار ليه بلامونت، وقال "تم دفن بعضهم في ليون"، إلا أن  "جثث هؤلاء الجنود الاثني عشر بقيت على أرض المعركة لمدة شهر، لأنه كان من الصعب جمعها، لانتشار عدد كبير من الألغام الألمانية".

ويوضح أنه بعد ذلك تم دفن جثث الجنود الاثني عشر، تحت اسم "جندي مجهول"، مشيرا إلى أنه "في البداية تم تحديد هوية جنديان وتم وضع أسماءهم الحقيقية على قبرهما، فيما ظل عشرة منهم دون هوية وهو ما أزعجني".

وأكد أنه "تمت الاستعانة بهؤلاء الجنود الأفارقة من قبل الجيش الفرنسي وكان لديهم اسم وهوية، وتركوا عائلاتهم من أجل المشاركة في الحرب إلى جانب القوات الفرنسية، لذلك من غير المقبول أن يتم دفنهم بهذه الطريقة "، مشيرا إلى أنه لجأ إلى الإدارات الفرنسية من أجل العثور على مؤشرات حول هوية هؤلاء الجنود، إلا أنه كان يجد نفسه في كل مرة أمام شهادات للوفاة، لكن "لا يوجد فيها ذكر للمكان الذي دفنت فيه الجثة".

واسترسل قائلا، "كنت دائما أضع نفسي في مكان عائلات هؤلاء الجنود، التي عاشت مواقف صعبة، بسبب عدم معرفته مكان دفن أبنائها"، مشيرا إلى أن هذا الأمر تطلب منه عشر سنوات لجمع المعلومات التي تؤكد هويتهم.

وبعدما أتت مجهوداته أكلها، تم في 22 يونيو الماضي، تكريم أرواح الجنود المغاربة الـ12 بوضع لوحة تذكارية بأسمائهم في المقبرة العسكرية لفيلار ليه بلامونت، وحضر الحفل وفد من القنصلية المغربية في ديجون، وعائلات مغربية وجزائرية ورئيس البلدة جان بيير براندليت، وحوالي ثلاثين جنديا سابقًا بالإضافة إلى مسؤولين محليين.

من جانبه قال عبد المالك تيركماني، الفرنسي من أصل  مغربي، الذي قام بمساعدة بيلكيز على جمع المعلومات حول الجنود، في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إنه "بفضل المعلومات، التي توصلت بها، كالصور وبعض المقالات في الجرائد، تمكنت من إتمام البقية"، وأضاف أن "المجهودات التي قام بها بيلكيز، بعد عشر سنوات من التفتيش، رممت ظلما كبيرا ونسيانا دام قرابة 75 سنة، وجعل لهؤلاء الجنود هوية واسما".

وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي، لعبت دورا كبيرا في تحديد هوية هؤلاء الجنود، وتابع "نأمل في الحصول على معلومات أكثر، وهو ما من شأنه أن يفيد عائلات الجنود"، وقام تيركماني بنشر رسالة على حسابه، دعا من خلالها إلى مده "بمعلومات أخرى عن الجنود".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال