القائمة

أخبار

الرئيس التونسي الراحل.. تقارب مع الجزائر مقابل الابتعاد عن المغرب

على عكس سابقيه لم يزر الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي المغرب طيلة فترة حكمه للبلاد، فيما تميز عهده بالمقابل بالتقارب مع نظام الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.

نشر
الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي
مدة القراءة: 3'

أعلنت الرئاسة التونسية صباح اليوم الخميس وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي عن عمر ناهز 92 سنة بعد ساعات على إدخاله الى وحدة العناية الفائقة في المستشفى.

وقالت الرئاسة على صفحتها على فيسبوك "وافت المنية صباح اليوم الخميس 25 جويلية 2019 على الساعة العاشرة و25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس".

وتسلم السبسي رئاسة الجمهورية التونسية في 31 دجنبر من سنة 2014، بعد انتخابه بالاقتراع العام المباشر، خلفا للمنصف المرزوقي الذي انتخب من قبل الجمعية التأسيسية بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بنعلي، ليكون بذلك أول رئيس منتخب ديمقراطيا من قبل الشعب.

وتميزت فترة رئاسته للبلاد بالاقتراب من الجزائر، والابتعاد بالمقابل عن المغرب، فرغم تلقيه العديد من الدعوات من أجل زيارة المملكة لم يقم بأي زيارة طيلة فترة حكمه إلى الرباط.

ففي 21 مارس من سنة 2015، أي بعد مرور ثلاثة أيام فقط على الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو في العاصمة تونس، أرسل الملك محمد السادس آنذاك وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار، من أجل تقديم التعازي للرئيس التونسي الراحل، ودعوته للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب.

واجتمع مزوار مرة أخرى بالسبسي في 12 يوليوز 2016 في قصر قرطاج، وذلك بعد أيام من تعرض البلاد لهجوم إرهابي آخر، استهدف عدد من السياح على شاطئ سوسة.

وأثر تجاهل الرئيس التونسي الراحل على العلاقات بين البلدين، وهو ما بدا جليا من خلال الاستقبال البارد من قبل المسؤولين المغاربة لرئيس الحكومة التونسية السابق الحبيب الصيد، الذي زار المملكة خلال شهر نونبر من سنة 2016، حتى ان وزراء الخارجية والداخلية الذين رافقوه لم يتمكنوا من مقابلة نظرائهم المغاربة من أجل مناقشة موضوعات تتعلق بالأمن ومكافحة الجماعات الإرهابية.

وتكرر نفس الأمر مع رئيس الحكومة التونسية الحالي يوسف الشاهد، الذي لم يلتق الملك محمد السادس خلال زيارته للمملكة في شهر يونيو من سنة 2017، وهو ما أرادت من خلاله الرباط بعث رسائل واضحة إلى صناع القرار في قصر قرطاج، مفادها عدم الرضى عن السياسة الخارجية التي يتبعها السبسي.

وقبل تولي السبسي مقاليد الحكم في تونس، كانت العلاقات بين البلدين تتميز بالتقارب في وجهات النظر، ففي 13 فبراير من سنة 2014، استقبل الملك محمد السادس رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة، وبعد خمسة أشهر فقط التقاه مرة أخرى لكن هذه المرة في العاصمة تونس، على هامش الزيارة الطويلة التي قام بها الملك محمد السادس إلى هذا البلد المغاربي.

وسبق للرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي أن أشار إلى التقارب بين نظام باجي قايد السبسي والنظام الجزائري وقال "قلة من يعلمون من التونسيين كم ساهم النظام الجزائري المنهار في انتصارها (الثورة المضادة) سنة 2014".

وكانت العديد من التقارير الإعلامية قد تحدث عن دعم بوتفليقة قبل خمس سنوات للباجي قايد السبسي في سباقه للوصول إلى قصر قرطاج مع المنصف المرزوقي.

وكان السبسي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الرئيس الجزائري السابق، قبل أن يصل إلى سدة الحكم في بلاده، ففي سنة 2013، استقبله بوتفليقة في قصر المرادية بالعاصمة الجزائر، بصفته رئيسا لحزب "نداء تونس" المعارض.

وبعد انتخابه رئيسا لتونس، اختار الباجي قائد السبسي أن تكون الجزائر أول محطة خارجية له، وقال قبل أن يتوجه إلى لقاء بوتفليقة في أوائل شهر فبراير من سنة 2015 في حوار مع جريدة "الوطن" الجزائرية إنه تجمعه "صداقة خاصة وقوية مع عبد العزيز بوتفليقة تعود إلى 50 سنة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال