القائمة

أخبار  

هل حل المغرب في المرتبة الأخيرة عالميا في تصنيف الرعاية الصحية لسنة 2019؟

تداولت مواقع إخبارية عربية ومغربية خبرا يفيد بأن "قاعدة بيانات" معروفة باسم "نامبيو"، نشرت تصنيفا عالميا للرعاية الصحية في العالم لسنة 2019، مشيرة إلى أن المغرب حل في المرتبة الأخيرة على الصعيد العالمي. فما حقيقة هذا التصنيف؟

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تناقلت عدة مواقع إخبارية مغربية وعربية، خبرا يتحدث عن صدور تصنيف عالمي للرعاية الصحية في عدد من دول العالم من بينها المغرب، وأشارت هذه المواقع إلى أن المملكة حلت في المرتبة الأخيرة (89).

ذات المواقع نسبت التصنيف إلى قاعدة بيانات "تجمع بين العديد من المصادر والإحصاءات والمعلومات من مختلف دول العالم" تدعى "ناممبيو".

وقال موقع "الجزيرة نت" إن التصنيف "أعده موقع نومبيو المختص في الأبحاث وتصنيف الدول، بحسب كلفة وظروف العيش فيها"، وأوضح أنه تم ترتيب الدول بحسب جودة نظام الرعاية الصحية فيها، وذلك بناء على قاعدة بيانات تجمع بين العديد من المصادر والإحصاءات والمعلومات من مختلف دول العالم.

وأضاف الموقع ذاته أن نامبيو يقوم بالتثبت من كل المعلومات ومقارنتها ببعضها، حتى تكون النتائج والتصنيفات التي يقدمها أقرب ما يمكن للحقيقة.

المصدر ذاته أكد أن تايوان حلت على رأس القائمة، فيما حل المغرب في المرتبة الأخيرة، خلف كل من بنغلاديش وأذربيجان والعراق وفنزويلا.

التصنيف ذاته نقلته العديد من المواقع الإخبارية المغربية، من بينها موقع "كيفاش" و"فبراير" و"اليوم 24" و"زنقة 20"...، وأجمعت هذه المواقع على الحديث عن دقة البيانات التي يعتمدها موقع نامبيو، وعن اعتماده على عدة مؤشرات فرعية في تصنيفه للدول.

من جانبها استغلت جماعة العدل والإحسان التصنيف لمهاجمة المسؤولين عن القطاع الصحي في المغرب، ونشرت تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قالت فيها "بعيدا عن الصورة الوردية التي يسوقها المسؤولون عن تطور القطاعات في البلد ، جاء التأكيد على سوء خدمات المنظومة الصحية المغربية ضمن تصنيف أَجرَته قاعدة البيانات العالمية نومبيو".

وأضافت الجماعة أن "المغرب في الرتبة 89 ضمن 89 دولة شملها البحث متخلفا عن دول الجوار حتى التي صُنفت متقدمة بعشرات الرتب قبل المغرب".

وتابعت الجماعة الإسلامية التي تعد الأكبر في المغرب أن هذا التصنيف "يسائل أهم منظومة بالبلد" ووصفته بأنه "شاهد دولي جديد على زيف المخططات التنموية".

حقيقة التصنيف

لكن وخلافا لما وصف به موقع "نامبيو" من أنه يتحرى الدقة ويعتمد على العديد من المؤشرات، فإن زيارة بسيطة له تؤكد أنه موقع مغمور لا تتعدى زيارته عشرات أو مئات الزيارات في أحسن الأحوال، كما أنه يعتمد في تصنيفه للدول على آراء زواره وهو ما يبعد الدقة والموضوعية عن الإحصائيات التي يقدمها.

وكان لافتا للانتباه تصنيفه للعديد من دول العالم الثالث في مراكز متقدمة مقارنة مع دول عظمى، إذ جاءت سريلانكا في المرتبة 20 متقدمة بعشر مراكز على الولايات المتحدة الأمريكية التي حلت في المرتبة 30، كما حلت تايلاند في المرتبة السادسة، متقدمة على فرنسا صاحبة المرتبة السابعة وألمانيا صاحية المرتبة 17 وسويسرا التي جاءت في المرتبة 18.

واعتمد موقع "نامبيو" في تقييمه للدول على تصويت زواره خلال الثلاث سنوات الماضية، وفي حالة المغرب اعتمد على تصويت 101 شخصا، في حين اعتمد في تصنيفه لتايوان في المرتبة الأولى على آراء 171 شخصا، وعلى آراء 4144 شخصا في تصنيفه للولايات المتحدة في المرتبة 30، وعلى 560 شخصا في تقييمه للرعاية الصحية في ألمانيا، و266 في حالة فرنسا.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقع وسائل الإعلام المغربية ضحية لموقع "نامبيو" المغمور، فقد سبق للعديد منها أن نقلت عنه في وقت سابق أن مدينة الدار البيضاء تعد خامس أكثر المدن تلوثا في العالم، وأن المغرب في المرتبة 37 عالميا فيما يخص انتشار الجريمة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال