القائمة

أخبار

النحر الشعائري في فرنسا : المسلمون بين الارتياح و اليقظة

صادقت وزارة الفلاحة الفرنسية على مرسوم يلزم المهنيين التوفر ابتداءا من شهر يوليوز على  رخصة من المحافظات لمباشرة النحر الشعائري حلال (إسلامي) و كوشير(يهودي). و قد بورك هذا القرار من قبل رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية و المسؤول عن جمعية "في خدمتكم"، و هي الهيئة المكلفة بالتصديق على اللحم الحلال. ومع ذلك ، يتأسف محمد موساوي للوضع التعسفي الذي يعانيه النحر الشعائري على الدوام، في حين كشف فتح الله عثماني عن معوقات ستعترض المستهلكين المسلمين في السنوات المقبلة.

نشر
"تجارة حلال و كوشير" تذر خمس مليارات من اليوروهات كأرباح سنوية على فرنسا
مدة القراءة: 4'

لحدود الساعة، كان مهنيو النحر الشعائري  في فرنسا يخضعون لموافقة صحية بسيطة، و ابتداءا من فاتح يوليو المقبل، يتوجب عليهم الحصول على ترخيص من المحافظات لمزاولة نشاطهم، والذي يختلف عن النحر المعتاد، و ينص المرسوم المنشور في الجريدة الرسمية ليوم 28 دجنبر الماضي على أن  "تودع طلبات الترخيص داخل أجل ثلاثة أشهر من تاريخ نشر هذا المرسوم" ، و تخضع  أيضا إجراءات الحصول على الترخيص لشروط موضوعة مسبقا.

و إذا كان المرسوم يلزم مهنيي النحر الشعائري بالتوفر على تصريح من المحافظات ، فإن تكوينا موجها  للجزارين و لمراقبي اللحوم سيرى النور في فرنسا من الآن و إلى حدود سنة 2013.

 و في الواقع، سيدخل قرار من هذا النوع  للإتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في فاتح يناير 2013، إذ ينص سلفا (منذ سنة 2009) على تعزيز القدرات المهنية، و كان وزير الفلاحة، برونو لومير، قد أكد حسب ما أوردته اليومية الفرنسية "لا كروا" في مارس الماضي أنه بغض النظر عن " المساس بالديانات أو الرجوع إلى الحق الدستوري المتعلق بحرية الممارسة لهذه الشعائر"، فإن تأطيرا جيدا لهذه المهنة سيقام في المستقبل.

ارتياح السلطات الإسلامية.....

و يرى فتح الله عثماني، مسؤول في جمعية " في خدمتكم" أن هذه النقطة  جد ايجابية، و قد اتصل  موقع "يا بلادي" بذات الشخص الذي  لا يزال حائرا مع ذلك فيما يتعلق بالتنفيذ الفعلي لهذا القرار، ويؤكد على توفير "التجهيزات اللازمة و تكوين مستخدمين معتمدين "، أما محمد موساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فهو من جهته غير قلق بشأن هذه الشروط الملزمة، ويعتبرها متوافقة مع الشعائر الدينية، إذ يعتبر "أن النحر الشعائري يساهم كثيرا في الرفق بالحيوان في الإسلام".

وكان المرسوم خاضعا  لست أشهر من المشاورات، و هو "الدليل الرسمي على أن الحكومة الفرنسية تدافع عن النحر الشعائري، إذ أنه وضع حدا لحملة القدح التي يتعرض لها، و كما قيل لنا فإن ادعاءات الجمعيات الحمائية ليست صحيحة تماما "، و في الواقع، فإن العديد من الجمعيات "اتهمت" المسلمين واليهود بإنتاج كمية أكبر من اللحم الحلال و التي لا يستهلكونها، ويشير المرسوم حاليا إلى أنه يجب على المهنيين تبرير الطابع التجاري لإنتاجهم.


و مع الأسف الشديد، لازال النحر الشعائري يعتبر استثناءا، و يأمل رئيس مجلس الديانة قائلا: " نود أن يصبح النحر الشعائري على قدم المساواة مع النحر  بالصعق "، و أضاف ذات الشخص" أن الديانتين الإسلامية واليهودية ترغبان في تغيير مستوى التسلسل الهرمي بين الطريقتين".

... ومع ذلك ، يشوبه الخوف والحذر

حسب فتح الله عثماني، ينبغي مراعاة "تشديد و تقييد المساطر" في الحصول على ترخيص من المحافظات ، كما  استنكر الرجل "عدم إشراك المستهلكين الذين لم يعلموا بالأمر " و صرح أيضا بأنه ينبغي " توقع المزيد من المعوقات في المستقبل"،  و وفق وجهة نظره فإنه "لن يرتب هذا المرسوم الأمور" المعقدة أصلا.

 فالنحر الشعائري يشكل إحدى الاستثناءات الثلاث من المبدأ العام لصعق الحيوانات، و إن كان يشجب باستمرار من قبل العديد من جمعيات الرفق بالحيوان، بما في ذلك مؤسسة "بريجيت باردو"، بسبب المعاناة التي يسببها للبهائم، فإن أدواره الاقتصادية في "تجارة حلال و كوشير" تخمد النيران، ذلك أنه في كل سنة يتم جني خمس مليار أورو من الأرباح، وفقا لمحمد موساوي، "ففرنسا علاوة على استهلاكها للحم الحلال تقوم بتصديره أيضا إلى دول الخليج".

و يبقى التوتر كامنا، بما أن الجمعيات الحمائية عبرت عن ابتهاجها أثناء الإعلان عن المرسوم، وتكافح هذه الأخيرة باستمرار للتخلي عن النحر الشعائري الذي يعتبر "غير مقبولا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال