القائمة

أخبار

دياسبو# 110: حسن الرامي .. مسار باحث مغربي من قرية بشتوكة آيت باها إلى إحدى أعرق الجامعات الألمانية

حسن الرامي مهاجر مغربي في ألمانيا، يشغل وظيفة باحث في مجال المعلوميات والرياضيات بالمعهد العالي للمعلوميات في جامعة بون، انتقل من قرية تانالت في إقليم اشتوكة آيت باها إلى القنيطرة ومنها إلى ألمانيا. في هذا البورتريه نقدم مسار مهاجر مغربي تمكن من شق طريق النجاح في بلاد الغربة.

نشر
حسن الرامي، أستاذ وباحث مغربي
مدة القراءة: 4'

حسن الرامي مهاجر مغربي، مقيم بألمانيا من مواليد سنة 1976 في تانالت، وهي جماعة قروية تابعة لإقليم شتوكة آيت باها، في سن الخامسة انتقل لمدينة القنيطرة رفقة أسرته الصغيرة، تابع دراسته الجامعية في ألمانيا إلى أن حصل على شهادة لدكتوراه، يعمل حاليا كباحث في المعهد العالي للمعلوميات في جامعة بون.

وفي تصريح لموقع يابلادي عاد بالذاكرة إلى سنوات الطفولة وقال "كان والدي يهتم كثيرا بتعليمنا، وذلك كان السبب الرئيسي وراء انتقالنا إلى القنيطرة ". 

ويتذكر الباحث المغربي أيام طفولته قائلا، "في البداية وجدت صعوبة في التأقلم مع أطفال سني في الحضانة، بحكم أنني كنت أتحدث الامازيغية فقط ولم أكن أفقه شيئا في الدارجة المغربية، لكن بعدها بأشهر قليلة بفضل احتكاكي تمكنت من إتقانها".

تلقى حسن الرامي تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدينة القنيطرة، وفي سنة 1994 حصل على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الرياضية، بعدها ولج جامعة ابن طفيل، ليختار بها شعبة الرياضيات والفيزياء، ويقول "درست بالجامعة سنتين فقط، وبعدها قررت متابعة دراستي بألمانيا، راسلت عدة جامعات بألمانيا، وتم بالفعل قبولي"، لينخرط بعدها في أحد المراكز التي تدرس اللغة الألمانية، من أجل اجتياز بعض الامتحانات التي تخوله ولوج الجامعات الألمانية.

لكن الباحث المغربي وجد عدة عراقيل في البداية، يتذكرها قائلا "تمكنت من الحصول على شهادة في اللغة الألمانية، إلا أنني لم أتمكن من الحصول على التأشيرة في ثلاث محاولات لي"، موضحا أنه "لم أكن أتوفر على أية ضمانة، وكان ذلك من بين الشروط للحصول على التأشيرة" وفي محاولة رابعة وكانت ستكون بذلك محاولته الأخيرة، حصل الباحث المغربي على مفتاح دخوله لألمانيا، رغم أن ذلك استغرق بضعة سنوات.

في سنة 1999، حط الرحال بألمانيا وبالضبط في مدينة كولونيا، ويتحدث عن لحظاته الأولى بعد وصوله قائلا "عند وصولي إلى هناك، كأي شخص مغترب، واجهت بعض الصعوبات خاصة فيما يخص السكن"، لكن بعدها تم قبوله في الحي الجامعي في مدينة بون، وهي نفس الجامعة التي درس بها.

وقبل دخوله إلى الجامعة كان لزاما عليه ا"جتاز السنة التأهيلية، بالموازاة مع ذلك اشتغلت في عدة أعمال، كنادل في أحد المطاعم وصباغ وغيرها، لأتمكن من توفير قوت يومي".

بعد بضعة أشهر فقط من وصوله إلى ألمانيا، وتحديدا في أواخر سنة 1999، تعرف على مواطنة ألمانية وتزوج بها، ويؤكد أنه "رغم أن ذلك لم يكن في الحسبان لكن جمعتنا الأقدار مع بعضنا" ولم تدفعه مسؤولياته الأسرية للتخلي عن الدراسة.

ونتيجة لجده واجتهاده، تمكن الباحث المغربي من الحصول على إجازة في سنة 2004 في شعبة العلوم المعلوماتية، وبعدها في سنة 2008 حصل على ماستر في نفس الشعبة، وفي أواخر سنة 2009، "بدأت العمل كباحث علمي في المعهد العالي للمعلوميات في جامعة بون بدعم من الجمعية الألمانية للأبحاث".

 وبالموازاة مع ذلك، بدأ الباحث المغربي في التحضير للدكتوراه في معهد الرياضيات بجامعة كاسل، حيث يقول "اشتغلت وقتها مع باحثين مرموقين من داخل وخارج ألمانيا وتشاركنا خبراتنا فيما بعض"، وفي سنة 2013 حصل على شهادة الدكتوراه وبميزة "ممتاز".

وفي سنة 2014، أصدر الأستاذ والباحث المغربي كتابا باللغة الإنجليزية يحمل عنوان "طرق فعالة للتحليل الرمزي لشبكات التفاعل المعقدة"، والذي حاول من خلاله تلخيص الأبحاث التي قام بها، خلال فترة تحضيره للدكتوراه، ويتمحور هذا العمل حول إيجاد طرق رياضية للتحليل الرمزي.

وفي سنة 2017، تم ترشيحه لجائزة ديوان أوارد التي تمنح للكفاءات المغربية، والتي تنظمها السفارة المغربية في ألمانيا وكذا جمعية الكفاءات المغربية للمقيمين بألمانيا، "وتم اختياري كأحسن كفاءة مغربية في مجال المعلوميات".

وحسن الرامي الآن أب لثلاثة أطفال، أكد في حديثه ليابلادي حبه وتمسكه بموطنه الأم وقال إنه كان يخطط هو وزوجته للعودة للاستقرار بالمغرب "إلا أننا تخلينا على الفكرة حاليا، لأن هذا القرار ليس بالسهل خصوصا على أبنائي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال