القائمة

أخبار

فرنسا: ايفا جولي تقترح اتخاذ يوم عيد الأضحى كيوم عطلة رسمية في فرنسا

ايفا جولي تقترح أن يتم اعتماد اليوم الذي يصادف عيد الأضحى كيوم عطلة بفرنسا، و هو الاقتراح الذي من شأنه نفث الغبار عن العديد من القضايا القديمة و إثارة ردود فعل ساخنة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تقترح ايفا جولي  المتخصصة في علوم البيئة و المرشحة للرئاسة الفرنسية المقبلة، بأن يتم اتخاذ اليوم المصادف لعيد الأضحى و يوم كيبور( عيد اليهود) أيام عطلة رسمية في فرنسا، و نقلت جريدة لبراسيون، أن ايفا جولي بررت وجهة نظرها مساء الأربعاء، خلال " الاحتفال بليلة المساواة"، و أردفت قائلة: " من الواجب معاملة كل ديانة بنوع من المساواة فيما يخص الحريات العامة"، وأوضحت أنه لا مجال للشك في أن ولاية ساركوزي لم تحترم مبدأ المساواة، و في المقابل ترى أن " المساواة هي ركيزة الهوية الوطنية و قد تم تهميشها طيلة خمسة أعوام من ولاية  نيكولا ساركوزي" و تضيف، بخصوص منشور  كلود جيان و تصريحات مارين لوبين، أن " ذلك لا يناسب بلدها "فرنسا" و أن " المساواة و العلمانية حققتا تقدما مهما" و تؤكد على أن كل ديانة تستحق "معاملة عادلة فيما يخص الحريات العامة"

السياسات تقول "لا"

حسب جريدة  لوباريزيان، أبدى ميشيل سبين، مدير حملة فرانسوا هولند، على قناة إي تيلي، معارضته لهذا الاقتراح، و طلب من ايفا جولي أن تتذكر دائما أن مبدأ العلمانية هو  " مبدأ فرنسي كبير"، و أضاف أن " الجمهورية الفرنسية تحترم جميع الديانات، إلا أنها لا تعترف بأية واحدة منها".

و لقد نقلت جريدة لو بْواه، أن وزير التعليم العالي و البحث العلمي، السيد لورون ووكيز، يؤكد على أن الأولوية تعود لتاريخ الجمهورية الفرنسية، و أن " فرنسا لها أصول مسيحية، و يتعين على كل واحد أن يجد لنفسه مكانا يناسبه هناك، فنحن لنا عاداتنا و تاريخنا و لا نتنازل عن هذا التاريخ، و التسامح بهذا البلد لا يتأسس على التنافي مع التاريخ الفرنسي"، و لم يقف الوزير عند هذا الحد، بل استطرد قائلا : " إن وزارته على قدر من الحرص لكي لا تتزامن أيام الامتحانات مع أيام ممارسة الطلبة اليهود و المسلمين  لشعائرهم الدينية ".

اقتراح مستهلك

و على سبيل التذكير، تضيف الإذاعة الوطنية الفرنسية، أن هذا الاقتراح كانت قد أثارته لجنة ستاسي، خلال ولاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك سنة 2003، و قد تسبب في إثارة ضجة عارمة، و كان آنذاك الوزير الأول، جون بيير رافاران، قد عبر عن رفضه للاقتراح. أما إيرنيست أتطوني سيلير فيرى أن هذه الفكرة ليس لها أساس واقعي "على المستوى الاقتصادي"، و ذهب ألان جيبي في تصنيفه للاقتراح "بكونه بدون فائدة و لا طائل من ورائه"، وأردف كريستيان استروسي، النائب البرلماني آنذاك عن حزب اتحاد الحركة الشعبية، قائلا:" إن هذا الاقتراح سوف لن يعمل إلا على تقوية الشأن الديني".

و يضم اليوم فرانسوا هولند، الذي كان مؤيدا لذلك الاقتراح، صوته إلى صوت مدير حملته الانتخابية، و أكد قائلا: " أنا لا أنزعج بتاتا من إقرار الأعياد الدينية الأخرى إلى جانب الأعياد الكاثوليكية"، و في ذات الوقت  يتساءل بعض المسلمون حول هذا الإجراء، و يرى كمال كبتان، إمام مسجد ليون، أن ذلك من شأنه " تحريك مشاعر الكثير من الناس و كشف تلك الدفينة منها"

مفارقة...  

السياسات الفرنسية تتكلم فقط حول مسألة العلمانية و ليس حول مسألة المساواة، ونحن نتساءل عما إذا كانت القيم الجوهرية للجمهورية الفرنسية قد حظيت بالاحترام اللازم أم لا، و يتساءل غوي بيرينبوم، أستاذ جامعي و كاتب و محرر فرنسي، على الموقع السياسي لو لاب بهذا الخصوص قائلا:" لماذا اليهود و المسيحيون و الكاثوليك وليس ديانات أو رجال دين آخرون؟"، هذا و قد اقترح حلا مفاده أنه " من الواجب إعمال الفكر حتى لا تستفيد أية ديانة من يوم عطلة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال