القائمة

أخبار

دياسبو #115: عبد القادر بن علي.. روائي مغربي بهولندا ألهمته حكايات جدته

التحق المغربي عبد القادر بن علي بعائلته في هولندا وهو في سن صغيرة، ليصبح بعدها من أكبر الروائيين هناك، ورغم أنه غادر وطنه في سن صغيرة، إلا أن حبه له لم ينته وهو ما يحرص على إظهاره من خلال كتاباته.

نشر
عبد القادر بن علي، روائي مغربي مقيم بهولندا
مدة القراءة: 3'

التحق الروائي المغربي عبد القادر بن علي وهو في سن الرابعة رفقة والدته، بوالده الذي هاجر إلى هولندا في نهاية الستينات، واستقر رفقة أبوبه في روتردام، التي اكتشف فيها شغفه وحبه للقراءة كما ساعده صغر سنه في تعلم اللغة المحلية للمنطقة بسرعة والتأقلم مع أطفال حيه.

وفي حديثه لموقع يابلادي قال عبد القادر بن علي "عندما تكون طفلا في الرابعة من عمرك، فأنت على أتم الاستعداد لغزو العالم، والتعلم والاكتشاف، إنه كان شعورا مرتبطا تماما بالاكتشاف".

واستطاع عبد القادر ابن جماعة بن شيكر الواقعة بمدينة الناظور أن يخلق توازنا بين دراسته  ومحيطه في روتردام وعائلته ومنزله الذي يذكّره بالمغرب وتقاليده، حيث قال "كنت أدرس في مدرسة هولندية، وكان لدي أصدقاء هولنديون، وكنت منفتحًا (...) ولكن الحياة في المنزل كانت مختلفة عن العالم الخارجي. لقد كانت لنا روابط قوية مع المغرب والعائلة ".

كما كان عبد القادر يقضي معظم عطله الصيفية في القرية التي ينحدر منها والواقعة بالقرب من مدينة مليلية، حيث ساهم جو المغرب الحار صيفا والحكايات التي كانت تحكيها له جدته خلال تلك الفترة وأيضا الجو العائلي الدافئ في نحت شخصيته.

ويتذكر عبد القادر أيام طفولته قائلا إنه كان يشعر أن الجو العائلي الذي كان يعيشه بالقرية، كان ينتهي بمجرد العودة رفقة أسرته من المغرب بعد انتهاء العطلة الصيفية، لأن "الحياة الاجتماعية في هولندا ليست كما في المغرب"، لكن ما كان يساعده في تخطي هذه المرحلة والتغلب على هذه المشاعر السلبية هو حبه "للكتب والادب والقراءة".

وبعد إتمام دراسته الثانوية، قرر دراسة التاريخ بالجامعة، لكن ذلك كان لفترة قصيرة إذ قام بترك الدراسة بعد أن تلقى عرضا مغريا غير مسار حياته وقال "عندما كنت في الجامعة، كنت أنشر مقالات وقصص، وتلقيت بعدها عرضا من دار نشر في أمستردام لكي أكتب رواية لأنهم أعجبوا كثيرا بما كنت أكتبه".

لكن قرار قبول عرض درا النشر لم يكن سهلا بالنسبة للروائي المغربي، الذي وجد صعوبة في إقناع والدية بترك الدراسة، إلا أنه تمكن في الأخير من ذلك، وقام بنشر أول رواية له تحت عنوان "زفاف على البحر" وأوضح أن "أحداث القصة تدور حول السفر إلى المغرب وحضور هذا العرس بجوار البحر، تم إصدار الرواية سنة 1996، قبل 23 سنة، ولقيت نجاحا كبيرا"، إذ تم تم ترشيح كتابه لجائزة أدبية فضلا عن أنه ترجم إلى العديد من اللغات.

وتمكن الروائي المغربي من تحقيق نجاح واسع في هولندا، حيث كان يقوم بإيصال وترجمة أحاسيس المهاجرين المغاربة من الجيل الثالث، حول وطنهم الام عبر قلمه "كل كتاباتي تتحدث عن الهوية والتعددية الثقافية والتنوع".

وبعد كتابته حول فنون الطبخ مع زوجته وأيضا استضافته في برنامج تلفزيوني عن المطبخ المغربي، قرر الروائي المغربي دخول عالم التمثيل والمسرح وقال "قبل سنتين، كتبت مسرحية لإحدى الممثلات التي طلبت مني القيام بجولة معها، لأكتشف وقتها موهبتي الخفية كما أحب الناس الطريقة التي مثلت بها".

وحاليا، يقوم الأديب المغربي بجولة مسرحية في هولندا، تستمر إلى غاية شهر دجنبر مشيرا إلى أنه أيضا بصدد إصدار كتاب جديد له، وأوضح أن "أحداث المسرحية تدور حول جدتي، التي أعتبرها شهرزاد الخاصة بي" وأضاف أن القصة مستوحاة من تجارب حياته، وأيضا هي قطعة فنية لتكريم موهبة جدته في سرد القصص التي كان لها تأثير كبير على حياته وأنهى حديثه قائلا "علمتني جدتي أن الكلمات يمكن أن تمنح الإنسان قوة أكثر".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال