القائمة

أخبار

السياحة : المغرب لا يزال الوجهة رقم 1 بالنسبة للسياح الفرنسيين

رغم الأزمة الاقتصادية التي تغلغلت في فرنسا، فالفرنسيون، فور أن تسنح لهم الفرصة لأخذ بضع أيام لقضاء عطلتهم، يختارون المغرب في المقام الأول، في حين يرى المهنيون المغاربة أن سنة 2012 ستكون صعبة بالنسبة لقطاع السياحة في الوقت الذي ينوع فيه المغرب من عروضه السياحية لجلب أكبر عدد ممكن من السياح.

نشر
مجموعة من السياح في جولة بمدينة مراكش
مدة القراءة: 4'

وحسب استطلاع للرأي أنجزته مؤسسة " CSA" لصالح "لوفيسييل دي فاكونس" و نشر يوم الثلاثاء 24 يناير الجاري، فإن 46 في المائة من الفرنسيين يصرحون بأنهم لن يسافروا خلال العطلة في سنة 2012، حسب ما أورده موقع Notre temps. فالأزمة الاقتصادية قد وصلت إلى فرنسا ولم يعد السفر لقضاء العطلة إحدى أولويات الفرنسيين، وفي مقابل ذلك يبقى الأربعة و الخمسين في المائة المتبقون جد محظوظين لأنهم أعربوا عن رغبتهم في السفر لقضاء عطلتهم خلال هذه السنة، وثلث هذه النسبة (54 في المائة) أي 18 في المائة  من الفرنسيين الذين أُخذت آراءهم   ينوون التوجه إلى أحد البلدان الثلاث المغرب أو تونس أو مصر.

المغرب الوجهة رقم واحد

وعلى غرار العام الماضي، يبقى المغرب الوجهة المفضلة لدى الفرنسيين، إذ تشير الدراسة إلى أن 11 في المائة من الفرنسيين  يعتزمون قضاء عطلهم أو نهايات الأسبوع في المغرب ولا سيما في مدينة مراكش الساحرة، وفيما يخص الإقامة، فالفرنسيون يختارون إما فنادق الخمسة نجوم وإما في "الرِّيَاضات"، في حين تكشف الدراسة عن كون المحطات التي يزورها الفرنسيون لا تتضمن الشواطئ.

وفيما يتعلق بتونس، تبقى نسبة الفرنسيين الذين يعتزمون التوجه نحو هذا البلد محصورة في 7.5 في المائة، على عكس المغرب الذي يجذب سياحا معظمهم لا يتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة، أما تونس فهي تستهوي السياح الذين يتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، و يرى مهنيو القطاع في تونس بأن هذا الرقم يفي بالغرض في الوقت الراهن. وفي واقع الأمر هؤلاء المهنيون يعتمدون على هذه الفئة من السياح للتعافي من أحداث ثورة الياسمين التي شلت القطاع في السنة الماضية.

وتبقى مصر آخر المحطات التي يمكن أن يفكر فيها الفرنسيون نظرا للأوقات العصيبة التي يمر بها هذا البلد، إذ أدت الأحداث السياسية خلال سنة 2011 و الوضع "غير المستقر" للبلد في هذه الآونة إلى عدم جذب السياح الفرنسيين، و فقط 2.5 في المائة من هؤلاء هم من يعتزمون التوجه نحو هذا البلد.

2012 سنة صعبة

كل هذه الأرقام تبقى إيجابية للمغرب، لكن ماذا عن المغرب نفسه؟ وكيف سيعيش المهنيون في قطاع السياحة سنة 2012؟ في هذا الصدد، يعتقد عبد الحميد عدو، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، بأن سنة 2012 ستكون جد صعبة، وصرح لجريدة ليكونوميست قائلا: " يجب أن نعد العدة لهذه السنة وأن نضاعف الجهود لكي نتمكن من تخطي هذا الوضع، إذ سنقوم بتعزيز حملاتنا الإعلامية، فنحن نراهم كثيرا على الإعلام، ومن المستبعد أن يرتفع عدد السياح عبر العالم، لكن يتوجب علينا آن ذاك أن نكون أكثر"حدة" وحيوية". فهو يرى بأن الأزمة الاقتصادية و الهجمة الإرهابية التي استهدفت أركانة بمراكش في أبريل الماضي قد تركوا بعض الأثر على القطاع السياحي، ومع ذلك فالمغرب قد استطاع الخروج  من اللعبة سالما ، إذ أن البلد قد أنهى سنة 2011 على انخفاض بنسبة 2 في المائة فقط من عدد الوافدين.

ويبقى أحد أكبر الأهداف التي يسطرها المهنيون المغاربة هي الاستمرار في جذب السياح الإسبان نحو المملكة، وهذا رغم الانخفاض الذي تعرفه الرحلات الجوية المباشرة للشركات الاسبانية نحو مراكش، وفي مقال سابق ليابلادي أشارت حنان الرزينة، المديرة التجارية لمجموعة فنادق" بالْموغي هوتيل"، إلى أن الخطوط الملكية الجوية وحتى شركة "لاوكوست إيزي جيت" قد خفضوا من رحلاتهم في اتجاه مراكش، وذلك بسبب الأزمة التي يعرفها قطاع النقل الجوي. ويبقى الإسبان في المرتبة الثانية بعد الفرنسيين من حيت عدد السياح الذين يزورون المملكة، إذ تشير ليكونوميست إلى أن" إسبانيا التي تضم 40.5 مليون نسمة، توفر حوالي 11 مليون رحلة نحو الخارج، وحصة المغرب من هذه السوق تصل إلى 8 في المائة".
ولكي يستمر في جذب السياح الأجانب على مدار السنة الجارية، يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة تنمية الوجهات الرئيسية كمراكش وأكادير، لكن أيضا تنمية منافذ أخرى كالسياحة الشتوية و السياحة المرتبطة بهواية الغولف.

ويقال أن 8 ملايين سائح أجنبي قد زاروا المغرب سنة 2010، حيت تبقى السياحة من بين المصادر الثلاثة الأولى لجلب العملة الصعبة إلى جانب الفوسفاط و تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال