القائمة

أخبار

هل يجد المغاربة صعوبة في التعبير عن حبهم؟

يرى البعض أن المغاربة يجدون صعوبة في التعبير عن حبهم وإظهار مشاعرهم للطرف الآخر، وذلك راجع بالنسبة لمحسن بنزاكور وشكيب كسوس، إلى عوامل اجتماعية.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يحتفل العديدون في 14 فبراير بعيد الحب، وهو العيد الذي يعبر فيه العشاق عن حبهم لبعضهم البعض، إلا أن هناك من يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره. ويذهب البعض إلى السخرية من الاحتفال بهذا اليوم الذي يتفنن فيه آخرون في إظهار حبهم.

بالنسبة لعالم الاجتماع النفسي محسن بنزاكور، فإن المغاربة لا يقولون "كنحبك (أحبك) بل كانبغيك (أريدك)" واستشهادا بالدراسات التي قام بها، فإنه يعترف بأن المغاربة "لا يتعلمون داخل المنزل التعبير عن المشاعر التي يعيشونها" مما يعني في نظره أن "هناك نقص ثقافي في العواطف والذكاء العاطفي ".

"حتى عندما نريد التعبير عن مشاعرنا بدقة أكثر، فإننا نجد أنفسنا تحت ضغط المجتمع. على سبيل المثال، نحن نعتقد أن الرجل لا يستطيع أن يقول لزوجته "أنا أحبك" لأنه سينظر إليه بنظرة دنيوية وأن ذلك يمثل ضعفا منه. مثل هذه العلاقات لا تكون مبنية على الحب بل على العادات والتقاليد".

محسن بنزاكور

ويؤكد الدكتور شكيب كسوس المختص في الأنثروبولوجيا، بدوره في تصريح ليابلادي أن المغاربة يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، لكن في نظره أن "هذا لا يعني أنهم لا يحبون بعضهم البعض، فهناك أزواج يعشقون بعضهم البعض" لكن  "مظهر التعبير عن الحب في المجتمع المغربي، ليس مرئيًا كما هو الحال في المجتمعات الأخرى".

ويربط الدكتور كسوس هذه الظاهرة بالتربية ويقول "لقد نشأنا على أنه عندما يحب الوالدين بعضهما البعض بشدة، فإنهم لا يعبرون عنها، لأن التعبير عن الحب يعتبر حشومة (عيب)". لكن بحسبه، "فإن الوضع تغير في الآونة الأخيرة مع الجيل الجديد، الذي أصبح يعبر عن حبه عكس أسلافه".

ويتشاطر عالم الاجتماع بنزاكور في تصريحه ليابلادي  نفس الرأي مع الدكتور كسوس، حيث يؤكد أننا "أصبحنا أكثر تعلما وبدأنا نستخدم مصطلحات للتعبير عن الحب، لكن مع ذلك لازال البعض من المغاربة لا يستطيعون قول كلمة أحبك".

وأوضح بنزاكور أن هذا التغيير راجع "إلى الإعلانات التي أصبح يروج لها أكثر فأكثر، وأيضا بفضل الأنترنيت، والأفلام الرومانسية. كل هذه الأشياء تركت تأثيرا داخلنا لكن لم نتبناه بشكل اجتماعي، لهذا نرى فقط الأشخاص المثقفين هم الذين يعبرون عن حبهم".

فيما يفسر الدكتور كسوس، هذا التغيير والتطور بشكل مختلف حيث يشير إلى أنه "على عكس الماضي الذي كان فيه المغاربة يتعلمون حب بعضهم البعض بعد الزواج التقليدي، فإن الأزواج حاليا يتعرفون على بعضهم البعض قبل الزواج" وأضاف أن الأشخاص أصبحت "لهم فرصة اختيار شركاء حياتهم بنفسهم، بدافع الحب".

وتابع حديثه قائلا، إن "هناك أيضًا أشخاص يحبون بعضهم البعض ولكنهم لا يفكرون في الزواج، فالزواج بالنسبة لهم مغامرة صعبة ومكلفة. يوم عيد الحب هو فرصة لتجديد العلاقات العاطفية وإظهارها".

في نظر بنزاكور، فإن هذه الصعوبات في التعبير عن الحب تؤثر سلبا على أطفالنا، الذين لا يتعلمون التعبير عن مشاعرهم، لا في المدرسة ولا داخل الأسرة "في المدرسة، لا نسمح لأطفالنا بإجراء مناقشات حول الحب. وبما أنه لا يوجد تعبير واضح في المنزل بين الأب والأم، فإن الطفل لن يتعلم أبدًا التعبير عن مشاعره".

وهذا هو السبب أيضًا في "أننا نمر بأوقات صعبة خلال فترة المراهقة، لأننا لا نقبل أن يعبر الطفل عن تعرفه على شخص من الجنس الآخر، وأيضا حديثه عن تلك القبلة الأولى داخل المنزل" مما يؤثر سلبا على حياتهم الجنسية مستقبلا، على حد قول بنزاكور.

ويؤكد عالم الاجتماع أنه رغم ذلك فإن المراهقين حاليا، أصبحوا يعبرون عن مشاعرهم بشكل أفضل، بفضل شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، "التي أصبحت تسمح لنا برؤية وفهم بعض الأشياء". لكن بالنسبة له، فإن المجتمع المغربي "للأسف لم يحقق بعد حبًا غير مشروط داخل العائلات"، حيث لا يزال الأفراد يحاولون "تمويه عواطفهم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال