القائمة

أخبار

اسبانيا: بلدية مدريد تبعث روحا جديدة في المعمار الاسلامي

بعد اكتشاف سقف خشبي بكنيسة سانتا ماريا لا بلانكا الواقعة بمدريد، قام مسؤولو المدينة بإعادة ترميمه، مع احترام هندسته المعمارية المستوحاة من الفن المدجن، الذي كان يعتمد عليه المسلمون بالأندلس لتزيين البنايات.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

أقدمت السلطات الاسبانية مؤخرا على إعادة ترميم سقف خشبي داخل كنيسة "سانتا ماريا لا بلانكا" بمدريد، الذي تشبه زخرفته تلك المتواجدة بالمساجد والتي تعتمد على الفن المدجن، الذي يجمع بين الفن المعماري الإسلامي الأندلسي والفن الإسباني المسيحي وكذا ثقافة اليهود المورسكيين.

وظلت هذه الزخرفة محافظة على جماليتها التي تمتاز بها مجموعة من المساجد في شمال إفريقيا والاندلس، ولم تتلاشى مع طرد المسلمين من الأندلس بعد سقوط غرناطة سنة 1492.

تم بناء هذه السقف الخشبي في منتصف القرن السادس عشر، واكتشف للمرة الأولى عن طريق الصدفة في بداية سنة 2000. كان مغطى بسقف آخر تم بناؤه فوقه، ولكن بسبب قلة الموارد، لم تستطع السلطات إعادة ترميمه وتحديثه إلى غاية سنة 2019.

وذكر موقع " connaissances des arts" أن بعض علماء التاريخ يرجحون أن السبب وراء تغطية هذا السقف الذي يظهر جمالية الزخرفة الإسلامية بعد ترميمه، هو مرض الطاعون، إذ كان المرضى المصابون في ذلك الوقت يترددون على الكنائس. وكحل لعدم تفشي الوباء كانت السلطات المعنية تقوم بتغطية الجدران والسقوف الداخلية للمباني بطلاء الجير والجبس، وكان السكان يعتقدون أن هذه الاجراءات ستحد من انتشاره. ما جعل هذا العمل الفني أيضا بعيدًا عن الأنظار لعدة قرون. لكن في نفس الوقت في ساهم في حفظه.

على الرغم من ذلك، تطلب ترميم هذا السقف، عدة أشهر من الاشغال لإعادته إلى وضعه السابق. وأوضحت بلدية مدريد أن هذه الاشغال تمت على عدة مراحل، إذ تم البدء من الأجزاء التي تعاني من الرطوبة والتي كانت تهدد بسقوط السقف. ثم تلتها عملية تجميع أجزاء السقف الخشبي المقشرة، ورسمت فوقها أشكال تتماشى مع الزخرفة الاصلية للسقف، إذ بلغت التكلفة الإجمالية لهذا الترميم 375000 أورو.

وبحسب المصدر نفسه، فإن هذا "السقف الخشبي الذي يتواجد بكنسية سانتا ماريا بلانكا، يعد المثال الأبرز على النجارة التي تجمع بين الزخرفة الاسبانية المغاربية في مدريد، نظرا للتقنيات التي استخدمت فيه" مشيرا إلى أنه "شاهد ثمين للمعمار الديني القروي الإسباني في القرن الخامس عشر والسادس عشر".

وذكرت بلدية مدريد على موقعها الرسمي، أنه تم تصنيف هذه الكنيسة منذ نونبر 2019 على أنها تراث ثقافي. رغم أن جزء ثانيا من هذا السقف لا يزال مغطى ولم يكشف بعد عن باقي أسراره.

وسبق لباحثين وعلماء آثار ومهندسين معماريين ومؤرخين في مناطق مختلفة من اسبانيا، أن اكتشفوا مناطق تضم مقابر  تعود إلى عهد الموحدين.

يذكر أن المسلمين تواجدوا في الأندلس، منذ عام 714 للميلاد بعدما تمكنوا من دخولها بقيادة طارق بن زياد و موسى بن نصير، وأسسوا فيها حضارة مزدهرة، وانتهى تواجدهم بها بعد 800 سنة تقريبا أي إلى غاية سقوط غرناطة سنة 1491.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال