القائمة

أخبار

استطلاع للرأي : كيف ينظر الأوربيون إلى الإسلام ؟

منذ أن أصبح الجدل يثار بشكل متكرر حول الإسلام في المجتمعات الأوربية والأمريكية، و استطلاعات الرأي تواصل كشف الحقائق عن هذا النقاش الذي لن ينتهي أبدا، وفي هذا الإطار قام "المعهد الفرنسي للرأي العام" بإنجاز دراسة بعنوان : "نظرة الأوربيين إلى الإسلام".

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ولانجاز استطلاع الرأي هذا قام "المعهد الفرنسي للرأي العام" مؤخرا بإعداد استمارة يتم ملؤها عبر الانترنيت، وقد اعتمد استطلاع الرأي، الذي أجري في كل من ألمانيا و هولندا وفرنسا والمملكة المتحدة، على عينة مكونة من 600 إلى 800 شخص في كل بلد.

وردا على إحدى الأسئلة حول تواجد المسلمين في البلدان الأوربية، أكدت أغلبية نسبية من بين المشاركين في هذا الاستطلاع على أن تشبث الجاليات بالدين الإسلامي يشكل تهديدا لهويتهم الأوربية (خصوصا في بريطانيا بنسبة 47 في المائة من الأجوبة وكذلك هولندا بنسبة 44 في المائة )، في حين يؤكد المعهد الفرنسي للرأي العام على أن" هذه النتائج تخفي وراءها حقيقة جد دقيقة"، وفي واقع الأمر فإن أزيد من 50 في المائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم في كل بلد لا يكترثون لهذا السؤال ( بين 34 في المائة في بريطانيا و 37 في المائة في هولندا) أي أن فكرة تواجد المسلمين هي بالأحرى عامل يساهم في إغناء ثقافة أوربا ( 19 في المائة من الهولنديين والبريطانيين و22 في المائة من الفرنسيين والألمانيين).

وبخصوص البلدان الأوربية الأربعة التي تعرف تواجدا مكثفا للمسلمين، فإن استطلاع الرأي يؤكد على أنه من المهم أن نسجل بأن الأسئلة التي يتم طرحها لا تتطرق إلى الأصل الجغرافي للأشخاص من أصول مهاجرة بل تتطرق إلى انتمائهم الثقافي والديني، كما لاحظ القائمون على هذا الاستطلاع أن مصطلح " ساكنة من أصل مسلم" قد حلت محل مصطلح " ساكنة من أصل مغاربي" في فرنسا، بين صفوف المواطنين وحتى السلطات.

وقد اختار المعهد الفرنسي للرأي العام إجراء هذا الاستطلاع في أربعة بلدان أوربية تضم نسبة كبيرة من المسلمين، إلا أن المعهد يفرق، من جهة، بين "المملكة المتحدة وهولندا اللتان حافظتا على نموذج متعدد الثقافات والذي أدى مؤخرا إلى إعادة النظر في التواجد الطائفي هناك"، بخلاف فرنسا التي "تحافظ على سياسة جمهورية تدعو إلى التماسك الوطني الذي يرتكز على نموذج الاحتواء الذي لا ينفك يُظهر حدوده وإخفاقاته".    

و أما فيما يخص ألمانيا التي انتقلت حديثا من بلد هجرة مؤقتة إلى بلد هجرة دائمة فإنها بقيت جد حريصة على أسس الأمة الألمانية بصفتها كيان عرقي وديني، و ذلك مع مراعاة " حق الرابط الدموي" الذي طالما دافعت عنه. 

مظاهر التباهي....

ولم يعد يخفى على أحد اليوم أن مسألة اللحية والحجاب أو النقاب والبرقع قد أصبحت مرتبطة ضمنيا بالاندماج داخل البلدان الأوربية المضيفة، و من بين الرموز التي تشير إلى الإسلام في أوربا، نجد أن المعهد الفرنسي للرأي العام قد اختار الحجاب و المساجد وإمكانية إقامة أحزاب إسلامية في أوروبا، وأشارت النتائج إلى أن 90 في المائة من بين الأشخاص الذين تم استجوابهم يعارضون ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية إلى جانب 62 في المائة في هولندا و70 في المائة في ألمانيا و64 في المائة في المملكة المتحدة. 

في حين أن كلمة اللامبالاة هي  السائدة في الشارع الألماني، في الوقت الذي يُبدي فيه الهولنديون اهتماما كبيرا لهذه النقطة بالذات إذ أن 20 في المائة يؤيدون ارتداء الحجاب فيما 38 في المائة غير مكترثين بهذه المسألة، في الوقت الذي نجد فيه  أن 42 في المائة يعارضون. وبالمقابل فالفرنسيون هم أكثر من يعارض ارتداء الحجاب بنسبة 59 في المائة من الأصوات، وأما بخصوص إمكانية تشكيل أحزاب سياسية أو نقابات ذات مرجعية إسلامية فإن الفرنسيين يرفضون بالإجماع، أي بنسبة 74 في المائة من الأصوات (مقابل 32 في المائة في ألمانيا)، لكن 33 في المائة من الفرنسيين فقط قد يعارضون انتخاب عمدة مسلم في منطقتهم.

وعلى صعيد متصل، يلاحظ المعهد الفرنسي للرأي العام أن فشل اندماج المسلمين داخل البلدان الأوربية يبدو جليا في صفوف المواطنين في القارة العجوز، في حين وبعيدا عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، يرفض الأشخاص الذين تم استجوابهم اندماج هذه الفئة من الساكنة داخل البلدان المضيفة.

وبالإضافة إلى ذلك، يشير أصحاب هذه الدراسة إلى أن تصرفات الشباب مشابهة لتصرفات الأشخاص  الأكبر منهم سنا بخصوص هذه المسـألة، ففي فرنسا وبريطانيا ترى نسبة كبيرة من الأشخاص الأقل من 35 عاما أن تواجد المسلمين يعد عاملا يساهم في إغناء الثقافة الأوربية، لكن في ألمانيا وهولندا يبقى هذا الجيل أكثر انتقادا للإسلام مقارنة مع الأشخاص الذين يكبرونهم سنا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال