القائمة

أخبار  

دياسبو # 138: ربيع هرنون ..فنان مغربي يجمع بين الموسيقى الكناوية والالكترونية في ألمانيا

عاش ربيع هرنون طفولة صعبة، وفي مرحلة شبابه أنشأ في البداية المجموعة الموسيقية "Derdba"، وبعدها قرر البقاء في ألمانيا وتسوية وضعيته القانونية وإكمال مشواره الفني بمفرده. وكللت مجهوداته بالنجاح إذ انتهى لتوه من تسجيل أول ألبوم له، بتعاون مع "الديجي" الألماني V.B.Kühl.

نشر
ربيع هرنون
مدة القراءة: 5'

ولد ربيع هرنون مع توأمه، في مستشفى الرباط العسكري لأبوين ينحدران من منطقة بوجنيبة الواقعة بالقرب من مدينة خريبكة، وسط أسرة تتكون من سبعة أطفال. وبعدها انتقل رفقة أمه وإخوته لمدينة الدار البيضاء ثم إلى مدينة برشيد، بسبب مشاكل عائلية، لتجد أمه نفسها أمام مسؤولية إعالة أطفالها بمفردها، ما دفعها أنداك لوضع توأميها بدار للأطفال تقع بحي البرنوسي، تديرها الجمعية الخيرية الإسلامية. ويتذكر ربيع خلال حديثه مع موقع يابلادي تلك المرحلة التي كان يبلغ فيها الخامسة من عمره "كانت والدتنا تعتقد أنها اتخذت القرار الأفضل بالنسبة لنا".

وقضى ربيع وأخوه بدار الاطفال خمس سنوات، مشيرا إلى أنهما كانا على اتصال دائم مع عائلتهما وقال "خلال أيام العطلة في دار الأطفال، كنت أحب كثيرا الاستماع إلى الموسيقى" كما يتذكر لحد الساعة أول حفل موسيقي حضره "قام رشيد غلام بإحياء عرض للأطفال داخل الدار" مشيرا إلى أنه تعلم خلال مرحلة طفولته "الغناء قبل التعامل مع أي آلة موسيقية".

وبعد انتهاء مرحلة الطفولة انتقل إلى مركز للشباب، ثم بعدها عاد إلى منزل أسرته من أجل متابعة تعليمه. وخلال تلك المرحلة انتقلت الاسرة بأكملها إلى حي الولفة بالدار البيضاء، حيث جمعته في ذلك الحي صداقات مع مجموعة من شباب الحي، كانوا يتبادلون وقتها أشرطة موسيقية، ليكتشف حبه لموسيقى كناوة. وبفضل أحد أصدقائه، استطاع ربيع التعرف على "معلم كناوي" يقطن بالحي المحمدي يقوم بصنع آلة "الكمبري". وقتها قرر ربيع التضحية بداجته لشراء أول آلة موسيقية له.

"كنت أتنقل من حي الولفة إلى الحي المحمدي كل أربعاء وسبت لتعلم العزف على الآلة الموسيقية على يد هذا المعلم، كنت أبلغ من العمر 14 أو 15 عاما. كما كنت أتردد على بعض الباعة من أجل العثور على أشرطة موسيقى كناوة ".

ربيع هرنون

وبدأ الفنان المغربي أيضا يهتم بحضور حفلات موسيقى كناوة "للاستماع والتعلم"، ويحكي أنها كانت فرصة بالنسبة له من أجل مقابلة العديد من المعلمين المعروفين في الساحة الموسيقية الكناوية، أمثال المعلم حميدة وحسن بوسو، وعبد القادر أمليل، وسعيد ساغوت، وحميد القصري، وأيضا المدير الفني لمهرجان كناوة، عبد السلام عليكان. ويؤكد ربيع أنه تعلم لعب الموسيقى الكناوية أكثر، من المعلم الموهوب عبد اللطيف المخزومي الملقب بولد سيدي عمارة.

وفي عام 2010، تمكن ربيع من صناعة اسم له في الساحة الفنية الوطنية، وبدأ يقف بجانب فرق موسيقية في العديد من المهرجانات وقال "من بينها مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، والمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، وأيضا مهرجان موازين". حب وشغف ربيع بالموسيقى قاده إلى تشكيل فرقة موسيقية أطلق عليها اسم "Derdba" وقال "كنا نلعب الموسيقى في إحدى المتنزهات بشكل يومي، لدرجة أننا أصبحنا معروفين في حي الفردوس الواقع بالولفة".

وساهم ظهور الفرقة الموسيقية ببرنامج إذاعي، ونشر مقطع من الحلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، في شهرتها أكثر على الصعيد الوطني. ويتذكر ربيع قائلا "لقد تم الاتصال بنا لإحياء حفلة على شرف نائلة التازي، مؤسسة مهرجان كناوة".

وقابلت هذه الفرقة الموسيقية الشبابية، خلال الحفل  "معلمين كناوة" مشهورين وأيضا مسؤولين في المجال الموسيقى، وهو ما سمح لها بحجز تذاكر للمشاركة في عدة حفلات موسيقية وطنية "ودولية أيضا". وقامت الفرقة بجولة لتقديم عدة عروض موسيقية، أولها في غينيا كوناكري، ثم في السويد عام 2016، بفضل دعوة من الفنانة السويدية من أصل مغربي، منى روكاتشي.

ومن السويد، انتقلت الفرقة الموسيقية لإحياء عروض بألمانيا، ليقرر أعضاء الفرقة بعدها "عدم العودة إلى المغرب والبقاء في أوروبا". ويتحدث ربيع عن هذا القرار المفاجئ قائلا "كانت الظروف أفضل كما أننا اعتقدنا أنه يمكننا العيش وكسب قوت يومنا من الموسيقى" وأضاف قائلا "كنا نبلغ من العمر حينها حوالي 28 عاما، ولكننا لم نتمكن من كسب أي مدخول من فننا. كان من الضروري البحث عن عمل بالموازاة مع ذلك لكي نتمكن من العيش. كما أن إنتاجنا لأغنية واحدة كان يكلفنا 300 أورو" مؤكدا أن قرار الهجرة بطريقة غير نظامية "لم يكن سهلاً".

وفي الوقت الذي قرر فيه أعضاء الفرقة الباقين، الهجرة والاستقرار بدول أوروبية أخرى، اختار ربيع البقاء في ألمانيا وقال "كان أمرا صعبا في البداية، لكن بعدها قابلت مغربيا متزوجا هنا بألمانيا من مواطنة ألمانية وقدما لي المساعدة" واكد أنه تعلم من خلال احتكاكه بهما "تقبل الاختلاف".

كما التقى ربيع بألمانيا بـ "الديجي" الألماني V.B. Kühl، ونشأت صداقة بينهما ليقوما بعدها بالتعاون فيما بعد في المجال الموسيقي، وقاما بإنتاج أربع أغاني وأرسلوها فيما بعد إلى  العلامة البريطانية Tru Thoughts، كجزء من مشروع "Gnawa Electric Laune".

وفي 5 مارس، تلقى الفنانان عرضا من منتج موسيقي لتوقيع عقد لمدة ثلاث سنوات. وكجزء من هذه الشراكة، قاما بإصدار أغنيتهما الأولى تحمل عنوان "المسافر" وقال ربيع "لقد كانت مفاجأة للجمهور هنا، علما أن ألمانيا تعتبر مسقط رأس الموسيقى الالكترونية، الأمر الذي حرك رغبتنا أكثر في إنتاج المزيد من الأغاني".

وأوضح ربيع أنه من المنتظر أيضا توقيع عقد مع مدير للمهرجانات، لكن بعد مرور الازمة الصحية التي يمر بها العالم حاليا. ويحكي ربيع متأسفا "لم يتم تسوية وضعي بشكل قانوني بعد. إن هذا الوباء أوقف كل شيء". وأنهى حديثه قائلا "مرت خمس سنوات على قدومي إلى هنا. أتمنى زيار بلدي مرة أخرى".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال