القائمة

أخبار

إغلاق المغرب لحدوده يدفع مغاربة هولندا إلى البحث عن مقابر دائمة لدفن موتاهم

بعد إغلاق المغرب لحدوده، تجنبا لانتشار وباء كورونا، وجد العديد من أفراد الجالية المغربية أنفسهم عاجزين عن تحقيق آخر أمنيات أحبائهم المتوفين، بدفنهم في أرض الوطن. وفي انتظار عودة الأمور إلى مجاريها وانتهاء حالة الطوارئ الصحية في المملكة، يقوم مغاربة هولندا بدفن موتاهم في مقابر دائمة بأرض المهجر.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

في خضم أزمة انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم، وجد العديد من مغاربة المهجر أنفسهم غير قادرين على تلبية آخر أمنيات أحبائهم الذين فارقوا الحياة، ودفنهم في أرض الوطن.

وهو ما حصل مع مواطنة هولندية من أصل مغربي، تدعى حنان عبدلاوي، بعد أن اضطرت إلى دفن والدها الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 80 سنة، يوم 10 مارس الماضي، في مقبرة بنوينين، بعد أن قررت المملكة تعليق جميع الرحلات من وإلى المغرب.

وفي حديثها لموقع "nos" الهولندي، قالت المغربية الهولندية إنها والدها كان يرغب في أن يدفن في المغرب" موضحة أنه "كان يدفع أقساط التأمين طوال حياته من أجل التكفل بإجراءات نقله إلى الوطن بعد وفاته"، لكن وبعدما ظلت جثة المتوفى في مشرحة شيفول لمدة عشرة أيام، دون أن تتمكن العائلة من إيجاد حل لنقلها إلى المغرب، لتجد نفسها مضطرة لدفنها في بلاد المهجر.

ولا تعتبر حنان المغربية الوحيدة التي لم تتمكن من تحقيق أمنية أبيها الأخيرة، بل يواجه العديد من المغاربة المقيمين بهولندا نفس المشكل، ما جعلهم يلجؤون إلى المقابر المحلية من أجل دفن أحبائهم.

وفي تصريح لموقع يابلادي أكد سهيل أشهبون، عضو في جمعية "SMN" المغربية الهولندية، أن "الوضع معقد للغاية" موضحا أن "الكثير من الناس يريدون تحقيق رغبات آبائهم المتوفين ودفنهم في وطنهم المغرب، لكن بسبب حظر السفر وأزمة فيروس كورونا أصبح من المستحيل تحقيق ذلك.

كما أن الوضع لا يقف هنا فحسب، بل حتى بعد استسلام هؤلاء المغاربة للأمر الواقع، وجدوا أنفسهم أمام تحد من نوع آخر، يتعلق بالخيارات المحدودة والباهظة الثمن التي تقدمها المقابر الهولندية، حسب أشهبون.

حيث أشار إلى أن "معظم المسلمين في هولندا، من أصل مغربي أو تركي، يرغبون في الحصول على مقابر دائمة" إلا أن المقابر في هولندا يجوز الحصول عليها لفترات تمتد من 10 إلى 20 سنة فقط.

وتابع أشهبون حديثه قائلا "ليست كل مقبرة في هولندا دائمة ويمكن لرفات الأشخاص المتوفين أن تظل في المقبرة، اعتمادًا على المبلغ الذي دفعته مقابل المكان في البداية" وأضاف "هذه من بين أهم الاسباب التي تولد الرغبة لدى الكثير من المغاربة في أن يدفنوا أحباءهم في المغرب".

وبينما يحاول المسلمون إيجاد حل للوضع الحالي الناجم عن تعليق الرحلات بسبب الوباء العالمي، فإن الدفن الدائم في هولندا قد يكون مكلفًا للغاية. وفي حديثها مع يابلادي، قالت عائشة بينينبرج من مؤسسة خدمات الجنازة الإسلامية "أمانة" في أوتريخت إن تكاليف توفير "أماكن الدفن الدائمة يمكن أن تتراوح من 8،500 أورو إلى 14،000 أورو".

وأضافت أنه فيما يتعلق بالمقابر المملوكة للدولة، يتعين على العائلات المسلمة دفع "12000 أورو مقابل بقعة دائمة". وفي مواجهة لهذا الوضع -تضيف- "المسلمون في أوتريخت يذهبون الآن إلى مقبرة إسلامية خاصة في الميري حيث يمكنهم العثور على قبور دائمة".

وبحسب المتحدثة نفسها، فإن ثمن القبر في هاته المقبرة يمكن أن يصل إلى 8.500 أورو، وهو أرخص خيار متاح في الوقت الحالي. وعبرت عائشة عن إحباطها واستيائها من الوضع الراهن وقالت إن معظم الأشخاص الذين يفارق أحباءهم الحياة "يشعرون بالحزن وغاضبون من الحكومة المغربية التي لم تسمح بإعادة الجثامين للمغرب" مؤكدة أن تركيا لا تزال تستقبل جثامين مواطنيها لدفنها في أرض وطنهم.

وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق حملة في أوتريخت من أجل جمع التبرعات لفائدة عائلات المتوفين لشراء قبور دائمة لأحبائهم، لا زال مسلمو روتردام يحاولون إيجاد حل. وقال نور الدين الوالي، المؤسس المشارك للحزب السياسي المحلي "نداء" وعضو مجلس المدينة، في تصريح لموقع يابلادي، إنه تم جمع الأموال لشراء بقعة أرضية وفتح مقبرة إسلامية كبيرة خاصة بالمغاربة وأيضا مسلمي المنطقة.

وأضاف أنه تم إطلاق المشروع قبل سنوات، ليتضح أن هذه المبادرة كانت في محلها خصوصا مع ظهور هذه الأزمة العالمية، وتابع " طلبنا في الماضي مساعدة من مجلس المدينة لشراء أرض وفتح المقبرة، لكن الأسعار كانت عالية جدا، والمبلغ الذي كان بحوزتنا لم يكن كاف".

وتابع حديثه قائلا "ومع ذلك، فقد لاحظنا هذه الأيام أن عدة أبواب فتحت لنا أخيراً". وأضاف أنه تم منح جزء من مقابر روتردام للمسلمين الذين لا يمكنهم دفن موتاهم في بلدانهم الأصلية. كما أعلن عمدة روتردام أن "هؤلاء الأشخاص سيستفيدون من خصم 25 في المائة على نفقات الدفن".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال