القائمة

أخبار

فيروس كورونا: خبراء يتحدثون عن كيفية احتواء العدوى بعد رفع الحجر الصحي

مع اقتراب نهاية حالة الطوارئ الصحية، يجمع الخبراء على ضرورة مواكبة رفع الحجر الصحي بإجراءات من شأنها تجنيب البلاد، موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

على بعد أيام من انتهاء فترة التمديد الثاني لحالة الطوارئ الصحية، كثرت التساؤلات حول إمكانية رفع الحجر الصحي وطرق ذلك. فبعد الخطاب "المطمئن" لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لم يخف كل من وزير الصحة والناطق الرسمي باسم الحكومة مخاوفهم من انتشار أكبر للوباء في حال رفع الحجر.

ويتفق الخبراء والمختصون في علم الأوبئة على أن المغرب تجنب الأسوأ من خلال الاجراءات الاحترازية التي تم اتخذها في وقت مبكر، والتي ساعدت على إبقاء انتشار فريوس كورونا المستجد تحت السيطرة.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال البروفيسور جعفر هيكل، أستاذ الطب الوقائي، والاختصاصي في الأمراض التعفنية والوبائية، "المغرب اليوم في وضع سيطرة نسبي على بعض جوانب الوباء" وتابع "ليست لدينا تقريبا حالات خطيرة تستدعي إدخالها غرف العناية المركزة...، لقد قمنا بزيادة معدلات الفحص ما مكننا من اكتشاف حالات إصابة أكثر، مع إمكانية حصرها وتتبعها".

وتحث هيكل عن "إشكالية حالات الإصابة الجديدة"، خصوصا وأنه "منذ 30 أبريل لم نسجل ولو في يوم واحد أقل من 100 حالة إصابة"، وأشار إلى معدل التكاثر الأساسي (R0) لفيروس كورونا، وقال "من الواضح أن هذا المعدل انتقل من 2,6 أو 2,7 في أوائل مارس إلى حوالي 1 ولكن يجب أن يكون أقل من 1 لكي يمكننا القول بأن منحنى الوباء يتجه نحو النزول، وأن الفيروس بدأ في التراجع كما هو حاصل في عدد من الدول".

من جانبه قال عبد الرحمن بنمامون، خبير الصحة العامة ومستشار في منظمة الصحة العالمية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "الوضع الوبائي في المغرب غير نمطي ولا يقاس عليه"، متسائلا: "هل هو بسبب الحجر الصحي أو بسبب عوامل وقائية أخرى لا نعلمها؟" وأضاف: "من حيث الأرقام، فإن المغرب في وضعية مثالية، بنسبة وفيات تبقى منخفضة جدا"، مؤكدا أن الحجر الصحي يلعب دورا أساسيا.

فيما قال الخبير محمد أمين برحو، طبيب في علم الأوبئة، وأستاذ التعليم العالي في علم الأوبئة السريرية، "حاليا، نحن نعيش وضعية وبائية تمثل منحنى يتأرجح بين الصعود والنزول"، وأضاف أن عدد حالات الإصابة الجديدة يختلف من يوم لآخر وبشكل تصاعدي وتنازلي، مشيرا إلى أن "تطور الوباء يرتبط إلى حد كبير بالسيطرة على البؤر".

رفع الحجر تدريجيا 

ومن أجل العمل على رفع الحجر الصحي بشكل آمن، اعتبر الخبير بنمامون أن رفعه يعد خطوة "من الصعب جدا تنفيذها"، ولكن هناك إرادة لانتقال آمن تحتم أن يتم بطريقة "تدريجية للغاية"، مشيرا إلى أن "أدنى خطأ يمكن أن يؤدي إلى ظهور الوباء من جديد".

من جانبه، يؤكد الخبير برحو أن الفيروس سيواصل انتشاره مع وقف الحجر الصحي بمستويات مختلفة حسب الجهات، مشيرا إلى أن وقف الحجر الصحي يحتم علينا "الانخراط ضمن الاستراتيجية المعتمدة في مراقبة الوباء حتى الآن".

وعن كيفية الحفاظ على معدل منخفض لانتشار العدوى خلال فترة رفع الحجر الصحي، يؤكد برحو، أنه من الضروري، الحد من ظهور الإصابات الجديدة والبؤر الأسرية الجديدة، وتجنب الانتشار الاجتماعي في الجهات التي تتواجد فيها حالات متفرقة و /أو أسر صغيرة، وتجنب إعادة إدخال الفيروس في الجهات التي لا يتواجد فيها الفيروس من خلال مراقبة التنقل بين الجهات المختلفة.

ولتحقيق هذه الأهداف، يرى الدكتور برحو أن إستراتيجية رفع الحجر الصحي يجب أن تنبني على: تحديد الحالات المحتملة التي تسمح بالتشخيص المبكر، واعتماد تدابير للحجر، واعتماد تدابير آلية وممنهجة للحد من مخاطر انتقال العدوى، ولا سيما ارتداء الكمامات والحفاظ على قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى اتخاذ تدابير خاصة للسيطرة على الوباء من قبل بعض الفئات من الساكنة، مع مراعاة السن ووجود أمراض مصاحبة، وتوعية الساكنة للاستجابة بفعالية لكل هذه التدابير.

وبالنسبة لجعفر هيكل، فإن أي قرار سيتم اتخاذه في 18 ماي، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عاملا أساسيا: "تأهيل منظومتنا الصحية، وما هو وضع تقديم الرعاية الطبية لدينا، وكيف يمكن تحسينه".

"يجب أن نظل على درجة كبيرة من اليقظة، سواء تم رفع الحجر الصحي بشكل تدريجي أو نهائي على أساس معايير جهوية مرتبطة بتطور انتشار الوباء. يجب علينا أيضا اجراء فحوصات أكبر، لأن هناك حالات إصابة بالفيروس من دون أعراض".

جعفر هيكل 

وقال هيكل إنه في الوقت الذي يجري فيه المغرب 1,8 تحليلا مخبريا لكل 1000 نسمة، تجري فرنسا ست تحليلات لكل 1000 نسمة، وأضاف "في الدول المتقدمة، يتراوح المعدل بين 5 و 17 تحليلا مخبريا لكل ألف نسمة...، لذلك يجب أن تكون لدينا استراتيجية بخصوص التحليلات المخبرية بعد رفع الحجر الصحي من أجل فحص أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

وأكد أنه "يجب أن تتم العودة إلى الحياة الطبيعية مع أخذ الاحتياطات اللازمة، والبقاء على استعداد تام"، وأضاف "تلاحظون أنه في الدول المتقدمة لا تزال هناك بعض البؤر وهو ما يتطلب الحذر واليقظة". وشدد على أنه في حال كانت لدينا مرحلة ثانية من انتشار الفيروس أو ذروة وبائية أخرى قادمة، يجب أن يكون نظامنا الصحي قادرا على التعامل معها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال