القائمة

أخبار

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وسياسة العداء للمغرب

منذ حوالي 50 سنة بدأ الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين ينهج سياسة عدائية ضد المغرب، ومع رحيله لم يختلف نهج أسلافه كثيرا عنه، ويحاول الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون أن يقدم نفسه بأنه وريث بومدين.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعد هدوء استمر منذ انطلاق الحراك الجزائري، عادت الحرب الإعلامية بين المغرب والجزائر إلى الواجهة مع وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة. فخلال ستة أشهر من تواجده في قصر المرادية تجاوز جميع أسلافه فيما يخص التصريحات المعادية للمغرب.

ففي 11 نونبر 2019، وفي مقابلة مع قناة البلاد الجزائرية، وصف الوجود المغربي في الصحراء بـ"الاحتلال" وقال إن ملف الصحراء يعتبر "ملف انهاء استعمار، ويجب تسويته بمنح حق تقرير المصير" لمعرفة ما إذا كان الصحراويون "يريدون أن يكونوا مغاربة (...) أو أحرارا".

وعاد ليدافع عن نفس الموقف في 19 دجنبر الماضي أثناء تنصيبه للمجلس الأعلى للقضاء، حيث قال "أؤكد بوضوح أن الصحراء هي مسألة تصفية الاستعمار وهي في أيدي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".

وفي 22 يناير عبر عن غضبه من افتتاح قنصليتين لدولتين إفريقيتين بمدينتي العيون والداخلة، وحاول إقحام الاتحاد الإفريقي في الموضوع وقال "إذا كنا لا نحترم الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي، فكيف نتوقع أن تحترمنا المنظمات الأخرى". وتابع أن "بلاده لن تبقى صامتة (...) يقول البعض إنه قرار سيادي، لكن لا ينبغي لأحد أن يمس سيادة الآخرين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي".

ومنذ ذلك الحين، تولت وزارة الخارجية الجزائرية إدانة كل إعلان عن افتتاح قنصلية جديدة لدول إفريقية في مدن الصحراء. 

تبون يضع ملف الصحراء على رأس أولوياته

ويحضر ملف الصحراء بانتظام في التدخلات الرئاسية الجزائرية في الخارج، ففي 20 فبراير وخلال مداخلته في قمة الاتحاد الإفريقي، كشف أنه "حث في رسالة" للأمين العام الأممي على "التعجيل" بتعيين خليفة لهورست كوهلر من أجل "إعادة إطلاق عملية تسوية قضية الصحراء الغربية".

وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليومية، اتهم اللوبي المغربي بشكل غير مباشر بإفشال العلاقات الفرنسية الجزائرية، وقدم حججا غريبة وقال "إن مصنع رونو الموجود هنا (وهران) لا علاقة له بالمصنع الذي يوجد في المغرب".

وسيرا على نهج العداء للمغرب، قال تبون يوم الخميس 30 أبريل، خلال مؤتمر صحافي مع بعض وسائل الإعلام الجزائرية، إن يرفض بشكل قاطع فكرة اللجوء إلى الاقتراض الخارجي من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، لأن ذلك سيجعل بلاده "تفقد سيادتها ولن تكون قادرة على التكلم سواء عن فلسطين أو قضية الصحراء الغربية".

واستغل الدورة السادسة والعشرين لقمة دول حركة عدم الانحياز التي نظمت عبر تقنية الفيديو يوم 4 ماي، لإطلاق نداء إلى "مجلس الأمن الدولي للاجتماع في أقرب الآجال واعتماد قرار ينادي من خلاله بصفة رسمية إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية عبر العالم لاسيما في ليبيا، دون إغفال الأوضاع في الأراضي التي تعيش تحت الاحتلال، كما هو الحال في فلسطين والصحراء الغربية".

وجاء الرد المغربي على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي قال خلال كلمته في القمة إن دولة مجاورة (في إشارة إلى الجزائر) تواصل تغذية الانفصال بالرغم من الظروف الاستثنائية الحالية، وتحويل موارد ساكنتها لفائدة مبادرات تروم زعزعة الاستقرار الإقليمي. 

عبد العزيز بوتفليقة والآخرون

ودأبت الجزائر على نهج سياسة عدائية اتجاه المغرب، وهي السياسية التي بدأها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين قبل خمسة عقود، والتزم جميع قادة البلاد الذي جاؤوا بعده بنفس النهج وخصوصا وزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل إلى السلطة سنة 1999.

ففي نهاية أكتوبر من سنة 2013، أشار بوتفليقة في رسلة إلى المشاركين في اجتماع خصص لدعم البوليساريو في العاصمة النيجيرية أبوجا إلى أنه حان الوقت "لإنشاء آلية لرصد ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، وفي رسالة إلى الأمين العام الأممي السابق بان كي مون تحدث عن "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".

وفي 1 نونبر من سنة 2013، أدى اعتصام أمام القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين، بعد إقدام مواطن مغربي على تمزيق العلم الجزائري.

وفي 20 أكتوبر 2017، أراد وزير الخارجية الجزائري السابق عبد القادر مساهل التأكيد على استمرار بلاده في سياسة العداء للمغرب، وأراد تبرير عجز بلاده عن مجاراة المغرب في مجال الاستثمارات في الدول الإفريقية واتهم المملكة "بتبييض أموال الحشيش" في القارة الإفريقية، مضيفا "العديد من القادة والزعماء الأفارقة يعرفون هذا الأمر ويقرون به".

وتساءل مساهل "إذا كانت هكذا البنوك، لا أعلم، لا أحد يبهرنا. الملكية المغربية (للطيران) تقوم بنقل أشياء غير الركاب وهذا يعلمه الجميع. لسنا المغرب نحن الجزائر. لدينا إمكانات لدينا مستقبل. نحن بلد مستقر".

وفي 28 ماي 2018، وصف الجنرال الجزائري المتقاعد عبد العزيز مجاهد، المغرب بأنه "بديل للاستراتيجيات الاستعمارية المهيمنة والاستعمارية الغربية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال