القائمة

أخبار

المغرب والجزائر وحرب النفوذ في منطقة المغرب العربي  

بعد انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر، خلفا لعبد العزيز بوتفليقة، زادت حدة الصراع على كسب النفوذ في منطقة المغرب العربي بين المغرب والجزائر.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

مع وصول عبد المجيد تبون إلى رئاسة الجزائر، استعرت حرب النفوذ بين المغرب والجزائر في المغرب العربي من جديد، حيث كثرت تحركات البلدين في المنطقة.

ففي 9 يونيو وصل وفد جزائري إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، يترأسه وزير الخارجية صبري بوقادوم، وضم الوفد وزراء المالية والسياحة والتجارة، وكذا رئيس الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي محمد شفيق مصباح.

وبعد ثلاثة أيام رد المغرب، من خلال إعلان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أثناء مكالمة هاتفية مع نظيره الموريتاني، عن إرسال مساعدات طبية إلى نواكشوط بناء على أوامر من الملك محمد السادس من أجل دعم هذا البلد الجار في مواجهة جائحة كورونا.

ولا تعتبر هذه التحركات مفاجئة، ففي سنة 2018، حاول البلدان الحصول على مكاسب في السوق الموريتانية الواعدة. فبعد افتتاح المركز الحدود الجزائري الموريتاني في 24 أكتوبر الماضي، توجه وفد تجاري بقيادة وزير التجارة السابق سعيد جلاب للمشاركة في الجلسة الثانية لمجلس الأعمال الجزائري الموريتاني، كما ترأس معرض المنتجات الجزائرية الذي حضرته 170 شركة جزائرية.

وبعد شهرين من ذلك، رد المغرب من خلال تنظيم المنتدى الاقتصادي المغربي الموريتاني الأول في نواكشوط. آنذاك استقبل رئيس الوزراء الموريتاني السابق محمد سالم ولد البشير، صلاح الدين مزوار الذي كان يتولى رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

في تونس أيضا..

على الجانب الآخر من المنطقة المغاربية، اتفقت الجزائر مع تونس على تخفيض سعر الغاز الطبيعي بـ10 في المائة. وكان وزير الطاقة التونسي قد طلب من نظيره الجزائري في 23 مارس تخفيض أسعار الغاز، خصوصا وأن العقد الذي يربط البلدين انتهى في دجنبر من سنة 2019.

وفي 10 يونيو الجاري زار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تونس، والتقى بالرئيس قيس سعيد وأبلغه رسالة شفوية من الملك محمد السادس.

وتوحي المؤشرات على أن الرئيس الجديد قيس سعيد، لن يسير على خطى سلفه الراحل الباجي قايد السبسي الذي كان أكثر قربا من الجزائر. ويحاول الرئيس التونسي الحفاظ على علاقة جيدة مع البلدين، فرغم اختياره الجزائر كأول محطة خارجية له بعد انتخابه رئيسا في 23 أكتوبر 2019 إلا أنه أجرى محادثات هاتفية مع الملك محمد السادس في 16 يناير و 25 مارس و25 أبريل.

كما أن تونس والمغرب يشتركان في كونهما من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين من خارج حلف الناتو.

ليبيا..ساحة معركة كبرى

تشكل ليبيا بدورها ساحة لمعركة نفوذ بين البلدين منذ سنوات، فبعد نجاح المغرب في دفع الأطراف المتنازعة لتوقيع اتفاق الصخيرات سنة 2015، تطمح الجزائر منذ مدة إلى تهميش المملكة من خلال محاولتها إبقاء نقاش الأزمة الليبية حكرا على دول جوار ليبيا.

ورغم أن تونس تعتبر من دول جوار ليبيا، إلا أنها ظلت تدافع عن اتفاق الصخيرات، وهو ما أعلن عنه وزير الخارجية نور الدين الري خلال محادثات هاتفية مع نظرائه من المغرب والجزائر ومصر وليبيا قبل أيام.

ولا تقتصر حرب النفوذ بين الجارتين فقط على دول المغرب العربي، بل إن إفريقيا جنوب الصحراء بدورها تشكل منطقة خصبة لصراعهما المستمر منذ سنوات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال