القائمة

أرشيف

تاريخ: عندما خططت إسبانيا لبيع الصحراء للإمبراطورية النمساوية المجرية      

بعد هزيمتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية القرن التاسع عشر، قررت اسبانيا التخلص من مستعمراتها. وفي سنة 1898 خططت لبيع الصحراء للإمبراطورية النمساوية المجرية.

نشر
مؤتمر برلين بين القوى الاستعمارية الاوروبية لتقسيم الاراضي الافريقية
مدة القراءة: 2'

خلال مؤتمر برلين الاستعماري الذي عقد بين الدول الأوروبية المعنية بالاستعمار نهاية القرن التاسع عشر، طالبت اسبانيا بالصحراء، وفي 27 دجنبر 1884 أصبحت رسميا مستعمرة تابعة لها.

وبحلول يناير من سنة 1885، أبلغت إسبانيا القوى الأوروبية الأخرى، أنها شرعت في إنشاء موانئ تجارية والتواجد عسكريا في الصحراء. واستمر استعمار اسبانيا للصحراء من عام 1884 حتى عام 1976.

وفي سنة 1898 نشبت حرب بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، نتج عنها سلسلة من الهزائم منيت بها اسبانيا، وهو ما جعلها تخسر مستعمراتها في أمريكا والمحيط الهادئ، وتفقد كثيرا من هيبتها باعتبارها قوة عظمى.

وبعد ذلك بدأت إسبانيا تفكر في بيع مستعمراتها، وفي ذات السنة دخلت في مفاوضات حول إمكانية بيع الصحراء للإمبراطورية النمساوية المجرية، التي كانت تعتبر قوة عظمى في أوروبا الوسطى. 

وكانت الإمبراطورية النمساوية المجرية القوة الأوروبية الوحيدة التي لم تكن تمتلك مستعمرات في إفريقيا، ويشير لورانس سوندهاوس في كتابه "السياسة البحرية للنمسا والمجر ، 1867-1918" إلى أنه "في أعقاب هزيمتها الكارثية على يد الولايات المتحدة في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي، فكرت إسبانيا في تصفية مستعمراتها المتبقية".

وتابع أن إسبانيا دخلت في مفاوضات مع الجمعية الاستعمارية النمساوية المجرية، وأضاف أن "نائب رئيس الجمعية، إرنست فانز ويسل، تفاوض بشأن صفقة مع غولوشوفسكي (بين 1895 و 1906 ، شغل منصب وزير خارجية النمسا والمجر) ومسؤولين أقل في وزارة الخارجية".

لكن الجهود الاسبانية لم تؤت أكلها ويشير المؤرخ ذاته إلى أن الإمبراطورية النمساوية المجرية، قررت توقيف المفاوضات و"اعترضت على عملية البيع عشية إتمامها".

وقال سوندهاوس "رغم أنها لم تكن أصلًا اقتصاديًا كبيرًا، إلا أن المستعمرة القاحلة على الساحل الأطلسي لأفريقيا جنوب المغرب كانت ستفتح آفاقًا استراتيجية جديدة للنمسا والمجر".

وأفاد الكتاب نفسه أن ميناء ريو دي أورو (الداخلة) كان يمكن أن يوفر للأسطول النمساوي المجري قاعدة "على مدار السرطان على بعد نحو ثلاثمائة ميل إلى الجنوب من جزر الكناري".

وأوضح أن رفض إتمام عملية بيع الصحراء يرجع أساسا إلى الجزء المجري من الإمبراطورية، الذي "لم يرغب في إنفاق المال على أرض شعر أن النمسا ستستفيد منها أكثر"، حسبما أفادت قناة  History Matters.

فيما تمثل السبب الثاني للعدول عن عملية الشراء في رؤية فرانز جوزيف، إمبراطور النمسا. فوفقًا للمصدر نفسه ، فإن الإمبراطور "لم يكن يريد أن يدعم الاستعمار بشكل عام وكان أكثر اهتمامًا بالحفاظ على الإمبراطورية موحدة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال