القائمة

أخبار

اعتماد بروتوكول جديد لعلاج مصابي كورونا.. كيف يمكن التغلب على تحديات التكفل المنزلي؟

أثار البروتوكول العلاجي الجديد الذي اعتمدته وزارة الصحة مؤخرا، تساؤلات كثيرة بين المغاربة، خصوصا فيما يتعلق بقدرة الكثير من الأسر على توفير غرفة مستقلة لعزل المريض داخل المنزل، كما أبدى كثيرون مخاوفهم من عدم مواكبة المرضى طبيا. لكن الخبراء يرون أنه "إجراء استباقي إيجابي".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، قرر المغرب اعتماد بروتوكول علاجي جديد، يعتمد علاج الحالات المصابة بـ "كوفيد 19" التي لا تظهر عليها أعراض المرض وتستجيب لمعايير طبية محددة، داخل المنازل.

فخلال هذا الأسبوع، وجهت وزارة الصحة مذكرة إلى مديري المراكز الاستشفائية، تتضمن طريقة جديدة ومحينة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، داخل منازلهم، إذ سيتم إخضاعهم للعلاج لمدة 7 أيام، بالإضافة إلى 7 أيام إضافية، أي ما مجموعه 14 يومًا في الحجر الصحي، مشيرة إلى أن قرار التكفل بالعلاج المنزلي يجب أن يتم باستشارة مع الشخص المصاب وبرغبة منه في التعامل مع هذا البديل.

لكن هذا البروتوكل العلاجي، أثار عدة تساؤلات بين المغاربة، خاصة فيما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي يمكن أن تعيق تنفيذه. فبالإضافة إلى التقاليد والعادات التي تجعل من الصعب إقناع المغربي بالبقاء داخل المنزل، يؤكد البعض أنه من الصعب أيضا على بعض المرضى عزل نفسهم داخل منزلهم، نظرا لوضعيتهم الاجتماعية وعدم توفرهم على غرفة مستقلة. ويشير آخرون إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار، فرضية تدهور حالة المريض المعزول في بيته بشكل مفاجئ.

وفي تصريح ليابلادي قال مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء "هناك مشكلة ولكن هناك أيضا عدة طرق لحلها" وأوضح "القدرة الاستيعابية للمستشفيات محدودة، في حين عدد الإصابات يزداد بشكل سريع. لذلك تمت إعادة تحديد الأولويات حيث سيتم التكفل بالحالات الخطيرة في المستشفى ".

وأشار أستاذ التعليم العالي الأخصائي في علم الفيروسات إلى أن الحالات التي لا تظهر عليها أعراض الفيروس، يتم إخضاعها للعلاج وتتماثل للشفاء بعد بضعة أسابيع، وتابع "إذا واصلنا على نفس الاتجاه، من خلال استقبالنا جميع الحالات التي تم تأكيد إصابتها، فإن المرضى الذين تستدعي حالتهم دخول المستشفى، لن نجد لهم مكانا داخل المركز الاستشفائي، كما وقع في إيطاليا أو ألمانيا" وأَضاف " إمكانياتنا محدودة والوضع الصحي هش. لذلك يجب أن نعطي الأولوية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة".

"كل إجراء له محاسنه ومساوئه. وعندما نقول إن الشخص المصاب يجب أن يتوفر على غرفة مستقلة، فذلك لتجنب إصابة بقية أفراد أسرته. تم اعتماد هذا البروتوكول ليس لتغيير نمط حياة الفرد ولكنه يبقى مشروطا بتقليل الاتصال بالآخرين ".

مصطفى الناجي

وحول خطورة أن ينقل الشخص المعزول العدوى إلى أفراد أسرته قال "على أي حال، إذا كانت نتيجة اختبار الشخص المعني إيجابية، سيتم إخضاع أفراد أسرته أيضا للفحص حتى يتم عزلهم بدورهم في حالة تأكيد إصابتهم".

من جهته، عبر سعيد المتوكل، طبيب وأستاذ الإنعاش والتخدير، عن اطمئنانه حول هذ البروتوكول قائلا "إن علاج المرضى خارج المستشفى لا يقتصر على المغرب فقط، فقد تم اعتماد نفس البروتوكول في عدة دول تعيش نفس الظروف. عدد الإصابات يتزايد بشكل كبير، نحن في المرحلة الثالثة من الوباء في المغرب ويجب علينا تخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية".

وأكد أنه "إذا كان المريض يستطيع عزل نفسه في المنزل مع احترام الإجراءات الوقائية والابتعاد عن الآخرين، حينها يتم تتبع حالته الصحية بالمنزل" مشيرا إلى أنه "سيكون هناك تتبع للحالة الصحية للمريض عبر الهاتف".

"بمجرد شعوره بتدهور حالته الصحية، على المريض إبلاغ فرق الرعاية الصحية، حينها سيتم التكفل به من أجل نقله إلى المستشفى".

سعيد المتوكل

واعتبر الدكتور مصطفى الناجي أن هذا "الإجراء الاستباقي إيجابي" مشيرا إلى أن "هؤلاء المرضى لا يتم إرسالهم للعلاج في منازلهم إلا بعد التأكد من قدرتهم على التعافي دون مضاعفات".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال