القائمة

أخبار

بحيرات بالأطلس المتوسط في طريقها إلى الاختفاء

بعدما تداولو صورا لأسماك نافقة على جانب ضاية إفراح الواقعة على بعد 17 كيلومتر من مدينة إفران، دق نشطاء بيئيون ناقوس الخطر، وحذروا من اختفاء بحيرات الأطلس المتوسط، التي تشكل منبعا لأهم الأنهار المغربية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تناقل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام صورا لأسماك نافقة على جنبات ضاية إفراح الواقعة بالأطلس المتوسط على بعد 17 كيلومتر من مدينة إفران،، وعلى علو 1610 مترًا فوق مستوى سطح البحر .

وإضافة إلى الأسماك النافقة على جنباتها، تظهر الصور تراجعا في مستوى مياه البحيرة التي تعتبر واحدة من أكبر البحيرات في المنطقة، حيث تقدر مساحتها بـ250 هكتارا.

ونشرت جمعية "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة- المغرب" صورا للبحيرة وعلقت عليها بالقول "و تستمر معاناة بحيرات الاطلس المتوسط بموتها البطيء بسبب تناثر زراعة أشجار التفاح و فلاحات أخرى غير مستدامة، والتي تستهلك آلاف الأمتار للمكعبة من المياه و تلوثها بالمبيدات، بسب الرعي الجائر والجفاف".

وفي تصريح لموقع يابلادي قال محمد المرنيسي، رئيس جمعية إفران للصيد الرياضي وحماية الطبيعة، إن ما يقع سببه "مزارع التفاح التي تحيط بالبحيرة، حيث يتم رش الأشجار بالمبيدات، ومع هطول الأمطار على الأشجار تصل المبيدات إلى التربة، وينتهي بها المطاف في البحيرة".

كما تحدث عن عامل آخر وقال "منذ أيام، نبهنا المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، وقالوا لنا إن انخفاض منسوب المياه يتسبب في انخفاض مستوى الأكسجين" ما يتسبب في نفوق الأسماك.

تغير المناخ والاستغلال المفرط والتلوث

ومن خلال متابعته المتكررة للبحيرة، حذر المرنيسي من كون "المبيدات والأدوية المستخدمة في الفلاحة قوية وخطيرة على الطبيعة، ولكن يجب أيضًا الاعتراف بأن هذه البحيرة لا تستفيد من أي عملية تنظيف للتخلص من المخلفات التي تؤثر على الكائنات التي تعيش بها". 

من جهته ، أوضح سيدي عماد الشرقاوي، الأستاذ بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، ورئيس جمعية "الطبيعة حلول" أن "درجة حرارة الماء تزداد خلال أواخر الصيف وينخفض مستوى الأكسجين مما يخلق بيئة من نقص الأكسجين". وهو ما يؤثر على الأسماك ويسرع من ظاهرة التخثث". وأعرب عن أسفه "لتفاقم ظاهرة تراجع المياه ، كما في ضاية عوا التي أصبحت صحراء قاحلة بسبب عدة عوامل".

وأعطى مثالا "بتزايد حفر الآبار من قبل الفلاحين، لري محاصيلهم الزراعية، وخاصة التفاح" إضافة إلى استخدامهم "مبيدات تتسرب إلى البحيرات"، وهو ما يهدد وجود هذه البحيرات على المدى المتوسط والبعيد.

"هذه بحيرات تعتمد جزئيًا على المياه الجوفية والينابيع الطبيعية والأمطار والثلوج. ومع التغير المناخي، انخفض معدل تساقط الثلوج بشكل كبير وبالتالي انخفض توفر المياه أيضًا. إذا أضفت الاستغلال الفوضوي وغير المستدام وغير العقلاني لزراعة الأشجار المثمرة والتلوث بالمبيدات الحشرية، فإن هذه العناصر مجتمعة تعني أن بحيرات الأطلس المتوسط ، حيث تنبع عمليًا جميع الأنهار الرئيسية في المغرب، مهددة بالجفاف".

سيدي عماد الشرقاوي

عذاب يصيب الإنسان والحيوان والنبات

ويرى الشرقاوي أنه مع هذا الوضع، فإن "مستقبل المواطن المغربي على المحك"، حيث أصبحت المملكة في حالة إجهاد مائي. وقال "لو كنت مخططا، لأعلنت الأطلس المتوسط كمحمية دائمة ومنطقة محمية، نظرا لأهميتها" وتابع "منطقة الأطلس المتوسط في طريقها لتصبح صحراء قاحلة. وهي من أكثر المناطق رطوبة في المغرب والتي يجب تصنيفها في ضمن المناطق الرطبة والجبلية، لكنها تتجه لكي تصبح ضمن المناطق شبه الرطبة أو حتى شبه القاحلة على المدى المتوسط أو الطويل "، وأعرب عن أسفه لكون ذلك ناتج عن "سوء الاستغلال والإفراط في استغلال الموارد المائية".

وبالنسبة له فإن هذا الوضع ، الذي يؤثر على البشر، "يؤثر أيضًا على الأنواع المائية أو شبه المائية، التي تعتمد على الأقل في جزء من دورة حياتها على الماء". وتابع "على سبيل المثال، لو أخذنا السلمون المرقط البني الذي لا يوجد في أي مكان في العالم باستثناء المغرب، أو أنواع من ثعالب الماء أو بط أبو فروة، فإنهم يعتمدون على هذه النظم البيئية التي إن اختفت سيختفون معها". 

بدأت اليعسوبيات في الانقراض . هذه مؤشرات بيولوجية واضحة لوصف الحالة البيئة. وهذه دعوة من أجل التعبئة لإيجاد مخطط متكامل للحفاظ على هذه الموارد المائية الثمينة".

سيدي عماد الشرقاوي

وأوضح أن ما يقع يؤثر أيضًا على غابات الأطلس المتوسط، وأوضخ أنه خلافًا لما يروج، فإن مخطط المغرب الأخضر ليس مسؤولا، وقال "هذا المخطط يشجع ثقافة التضامن والثقافات المستدامة وهذا ليس ما نراه في الأطلس المتوسط".

وأضاف "إنه أمر مؤسف حقًا ، لأن هذه البحيرات الجبلية تعد من بين أكبر البحيرات في شمال إفريقيا. لا توجد أي منها في الريف ولا يوجد سوى عدد قليل منها في الأطلس الكبير".

وحاول موقع يابلادي الاتصال بوكالة الحوض المائي لسبو، التي تتبع لها ضاية إفراح، لكن دون جدوى.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال