إن المتأمل في سنن الله, يعلم أن البلاء سنة من سننه الكونية القدرية، يقول الله تعالى: ] ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفسوالثمرات وبشر الصابرين [ [البقرة: 155]... ويخطيء من يظن أن الصالحين من عباد الله هم أبعد الناس عن المصائب والبلاء، سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء ؟ قال: »الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه« ([1])، وهو من علامات حب الله للعبد، قال صلى الله عليه وسلم: »وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم« ([2])، وهو من علامات إرادة الله بعبده الخير ، قال صلى الله عليه وسلم: »إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة« ([3])، والبلاء كفارة للذنوب مهما صغرت، قال صلى الله عليه وسلم: »ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها, إلا كفر الله بها سيئاته كما تَحُطُّ الشجرة ورقها« ([4]) ولذلك فإن المسلم المبتلى إن كان صالحاً فالبلاء تكفير لسيئات مضت، أو رفع في الدرجات، وإن كان عاصياً فهو تكفير للسيئات، وتذكير بقصر الدنيا ليقلع عن السيئات.