القائمة

أخبار

رمضان في التاريخ #5 : عندما منع السعديون صلاة التراويح في مدينة فاس  

تم في عهد الدولة السعدية تعطيل صلاة الجمعة والتراويح في مسجد القرويين، بعدما خرجت الأمور عن السيطرة في مدينة فاس، نتيجة صراع أبناء أحمد المنصور الذهبي على الحكم.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد وفاة السلطان أحمد المنصور الذهبي، دخلت الدولة السعدية في مرحلة ضعف، إثر صراع أبنائه على الظفر بحكم البلاد.

وانقسمت البلاد مراكش وفاس، ووقعت بينهما حروب، وانعكس ذلك على وضع البلاد التي بدأت تعاني من انفلات أمني، وقامت ثورات وحركات انفصالية وإمارات مستقلة.

وفي سنة 1631، قتل السلطان عبد الملك بن زيدان، وجاء في كتاب "الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى"، لصاحبه أحمد الناصري "لما ثار الْوَلِيد على أَخِيه عبد الْملك وعادت الكرة عَلَيْهِ بَقِي متنقلا فِي الْبِلَاد ثمَّ رغب إِلَى أَخِيه حَتَّى رده إِلَى مراكش فَأخذ الْوَلِيد يستميل رُؤَسَاء الدولة ووجوهها وتجارها ويعدهم بِالْإِحْسَانِ حَتَّى وافقوه على الفتك بأَخيه فترصدوه حَتَّى غفل البوابون ودخلوا عَلَيْهِ قُبَّته وَهُوَ متكئ على طنفسة فَرَمَوْهُ برصاصة وتناولوه بالخناجر".

وبعد ذلك زادت عمليات السلب والنهب في بلاد المغرب، وخصوصا في مدينة فاس، وأمر السعديون بإغلاق جامع القرويين وتعطيل صلاة التراويح به.

وجاء في كتاب الاستقصا "لما قتل السُّلْطَان عبد الْملك بن زَيْدَانَ فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم بُويِعَ أَخُوهُ الْوَلِيد بن زَيْدَانَ فَلم يزل مُقْتَصرا على مَا كَانَ لِأَخِيهِ وَأَبِيهِ من قبله لم يُجَاوز سُلْطَانه مراكش وأعمالها وعظمت الْفِتَن بفاس حَتَّى عطلت الْجُمُعَة والتراويح من جَامع الْقرَوِيين مُدَّة وَلم يصل بِهِ لَيْلَة الْقدر إِلَّا رجل وَاحِد من شدَّة الهول والحروب الَّتِي كَانَت بَين أهل الْمَدِينَة".

بدوره قال محمد بن الطيب القادري في كتابه "نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني"، إن جامع القرويين أغلق "بسبب الفتن وفي آخره وقع الصلح من الشر بفاس على يد أهل الصاغة، وسدت جامع القرويين ولم تصل الجمعة ثالث رمضان، وعطلت التراويح، وصلى ليلة القدر رجل واحد وبقي معطلا".

وتحدث كتاب "ماضي القرويين ومستقبلها" لصاحبه محمد عبد الحي الكتاني، عن هذه الواقعة وقال، "وفي هذا العام (1040) قتل عبد الملك بن زيدان المتسمى بالخلافة، وخلفه أخوه اليزيد، وعطلت صلاة الجمعة وصلاة التراويح من مسجد القرويين لما تفاقم الأمر من الحرب بين أهل فاس، ولم يصل فيه ليلة القدر إلا رجل واحد".

وهي نفس الواقعة التي أشار إليها كتاب "التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار وأعيان المائة الحادية والثانية عشر" لمحمد بن الطيب القادري، حيث قال "وفي هذا العام طلع سعد نجم الخلافة فولد فيه السلطان مولانا الرشيد ابن الشريف الحسني إذ كثر فيه الهرج فعطلت صلاة الجمعة والتراويح من مسجد القرويين بفاس لما كان من الشرور بين أهله، ولم يصل فيه ليلة القدر إلا رجل واحد".

واستمر صراع السعديين على الحكم، إلى أن تمكن العلويون من دحرهم، وتوحيد بلاد المغرب الأقصى من جديد تحت راية واحدة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال