القائمة

أخبار

رمضان في التاريخ #13: معركة بلاط الشهداء.. عندما وقف الجيش الإسلامي على أعتاب باريس

وصل المسلمون بعد سيطرتهم على الأندلس، إلى وسط فرنسا، وكانوا قريبين من باريس، غير أن هزيمتهم في معركة "بلاط الشهداء"، وضعت حدا لتوسعهم شمالا في القارة الأوروبية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعد إحكام المسلمين سيطرتهم على بلاد الأندلس، حاولوا التوسع شمالا، وأخضعوا كثيرا من مناطق فرنسا الحالية لسيطرتهم، قبل أن يفشلوا في الوصول إلى باريس، إثر هزيمتهم في معركة بلاط الشهداء، وانسحابهم في شهر رمضان من سنة 114 هجرية، نونبر 732 ميلادية.

وفي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، اقترب الجيش الإسلامي بقيادة ووالي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، من باريس، وبعد عشرة أيام من القتال عاد المسلمون أدراجهم، لتشكل هذه المعركة نهاية لحملاتهم من أجل فتح أوروبا الغربية.

وكان قائد الجيش الإسلامي، قد توجه شمالا في جيش هو الأضخم من السيطرة على الأندلس، وسيطر على جنوب فرنسا خلال أشهر، وهو ما جعل الأوروبيين يتحدون فيما بينهم من أجل الوقوف في وجه الزحف الإسلامي.

وجمع قائد القوات الأوروبية شارل مارتل، جيشا ضخما فاق في عدده جيش المسلمين، والتقى الجمعان بين مدينتي بواتييه وتور.

وجاء في كتاب مفتاح الحكاية لمجدى بدر أنه "في اليوم الثاني من رمضان عام 114 هجرية حدثت معركة بلاط الشهداء الشهيرة، وقد اشتعلت هذه المعركة بين المسلمين بقيادة عبد الرحمان الغافقي والفرنجة بقيادة شارل مارتل، وقد وقعت في منطقة بواتيه الفرنسية".

واستشهد في المعركة عدد كبير من الجيش الإسلامي، ومن بينهم قائدها عبد الرحمن الغافقي، وجاء في كتاب تاريخ بلد الأندلس في العصر الإسلامي لمحمد بشير حسن العامري، "من الملاحم البطولية التي شهدها التاريخ الأندلسي في عهد الولاية استشهد فيها الوالي البطل عبد الرحمان الغافقي، وذلك في رمضان 114 ه، 732م، واستمرت 10 أيام وكانت مع الإفرنج بقيادة شارل مارتل خلف جيال البرتات في منطقة محصورة بين مدينتي تور وبواتيه جنوب فرنسا".

وبعد وفاة قائدهم، اضطرب المسلمون، واستمروا في القتال حتى حلول الليل، وقرروا الانسحاب تاركين غنائمهم وراءهم ونارا توهم الخصم بوجودهم.

ولما حلّ الصباح، استعد الفرنجة للقتال، فلم يجدوا أحدا، فاتجهوا إلى الخيام ظانين في الأمر خديعة، فوجدوها خالية ما عدا من بعض الجرحى العاجزين عن الحركة، فذبحوهم على الفور، واكتفى مارتل بانسحاب المسلمين ولم يجرؤ على لحاقهم خوفا من خديعة أخرى يخطط لها الفاتحون، فعاد إلى الشمال من حيث أتى.

ولم يتمكن المسلمون بعد هذه المعركة، من السيطرة على أراض جديدة في أوروبا، بل وتفرقوا وكثرت الخلافات بينهم، فيما توحدت جهود النصارى، وبدأت "حروب الاسترداد".

وأكد كتاب التاريخ كما كان لأيمن حويرة و‎ نهى عودة أن "معركة بلاط الشهداء كانت بمثابة نقطة مفصلية في تاريخ الإسلام بل وفي العالم أجمع، فقد كانت إيدانا بارتداء الفتوحات الإسلامية المتوالية".

وبحسب مجلة "دعوة الحق" التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فقد "اعترف الكثير من المؤرخين بأن معركة بواتيه كانت شرا على أوربا وأنها أوقفت الحضارة الجديدة الإسلامية"

ونقلت قولا لهنري دي شامبون جاء فيه" لولا انتصار جيش ( كارل مارتل) الهمجي على تقدم المسلمين في أوربا لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى ولما أصيبت بفظائعها ولا كايدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني والمذهبي. ولولا ذلك الانتصار البربري على المسلمين لنجت اسبانيا من وصمة محاكم التفتيش ولولا ذلك لما تأخر سير المدينة ثمانية قرون ".

فيما قال كتاب قصور وحدائق الأندلس العربية الإسلامية محمد هشام النعسان، إن الكاتب الفرنسي كلود تأسف في مقال "لهزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء ...، ويرى في هذا الانتصار انتكاسا للحضارة الإنسانية وتقهقر بها إلى الوراء فقال "أصيبت الإنسانية والعالم الغربي عام 732  بكارثة عظمى".

فيما قال المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون في كتابه اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها "لو انتصر المسلمون في بلاط الشهداء، كنا سنرى اليوم الأساطيل الإسلامية تبحر في التايمز بدون معارك بحرية، وكان القرآن ليدرس اليوم في أكسفورد، ولكان علماء الجامعة اليوم يشرحون للطلاب باستفاضة، عن الوحي النازل على محمد".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال