القائمة

أخبار

من الرقصات إلى سحر الأركان والقفطان.. الكنوز المغربية المدرجة في قائمة اليونسكو

 رسخ المغرب وجوده بقوة في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، حيث تم الاعتراف بـ 16 عنصرًا تغطي الموسيقى والحرف اليدوية والفلكلور والأزياء. فيما يلي بعض من أبرز عناصر التراث المغربي التي أدرجتها اليونسكو، بدءًا من مهارات الأركان  إلى غناوة والتبوريدة والملحون والقفطان المغربي.

نشر مدة القراءة: 6'
من الرقصات  إلى سحر الأركان والقفطان..  الكنوز المغربية المدرجة في قائمة اليونسكو
DR

من المهارات التقليدية المتوارثة إلى الممارسات المتجذرة في الطبيعة والثقافة، أصبح المغرب اسمًا دائمًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. منذ عام 2008، نجح  البلد  في تسجيل سلسلة من العناصر تهدف إلى حماية الممارسات الثقافية الثمينة وزيادة الوعي العالمي بأهميتها.

حتى الآن، سجل المغرب 16 عنصرًا من عناصر التراث لدى اليونسكو، كان أولها في عام 2008 وآخرها هذا الأسبوع. تغطي القائمة طيفًا واسعًا من الثقافة: الموسيقى (مثل كناوة والملحون)، وفنون الطبخ والمعرفة الغذائية (من تقاليد الأركان إلى النظام الغذائي المتوسطي)، والفولكلور، بما في ذلك رقصة تاسكيوين والتبوريدة.

بعض هذه العناصر مغربية بحتة، تم تصميمها وممارستها ونقلها بالكامل داخل البلاد. ومع ذلك، هناك عناصر أخرى مشتركة مع الدول المجاورة. مثل النظام الغذائي المتوسطي، وهو أمر غير مفاجئ، حيث أن الاسم يشمل  إسبانيا وإيطاليا والبرتغال. الأمر نفسه ينطبق على الكسكس: تراث مشترك بين المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا، وقد أثار نقاشات ثقافية حادة بين الرباط والجزائر لسنوات. كما تم تسجيل الخط العربي ومعرفة النخيل كعناصر متعددة الجنسيات تشمل المغرب بين عدة دول أخرى.

إليكم نظرة على بعض العناصر المغربية الأكثر شهرة التي تم تسجيلها من قبل اليونسكو، والمتجذرة في التاريخ والمعرفة الثقافية للمملكة.

مهارة الأركان

شجرة الأركان، التي تنمو فقط في المغرب، تحمل قرونًا من الممارسات المرتبطة بالحصاد، واستخلاص الزيت، والمنتجات الحرفية المرتبطة بها. في عام 2014، قبلت اليونسكو طلب المغرب لتسجيل هذه المهارة الثمينة في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

تم تسجيل العنصر تحت عنوان «الأركان، الممارسات والمعرفة المتعلقة بشجرة الأركان»، وهو متجذر في محمية المحيط الحيوي لأركان جنوب غرب المغرب. في تقديمه، أكد المغرب أن شجرة الأركان «مركزية في الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المحلية».

النساء القرويات هن في قلب هذه المهارة. هن الحارسات للفن الذي ينقلن الخبرة من خلال التقليد والممارسة اليومية. يوصف الملف سلسلة من الحركات الدقيقة، «من جمع وتجفيف الثمار إلى الطحن والخلط»، التي تم الحفاظ عليها عبر الأجيال.

جميع التقاليد المرتبطة، بما في ذلك صنع الطواحين اليدوية وتحضير الأطباق الاحتفالية، «تعزز التماسك الاجتماعي والاحترام المتبادل بين المجتمعات».

تاسكيوين، رقصة قتالية من الأطلس الكبير

الموسيقى والحركة والإيقاع وحتى الكوريغرافيا القتالية قد منحت المغرب أيضًا مكانًا في قوائم اليونسكو. في عام 2017، قدم المغرب «تاسكيوين، رقصة قتالية من الأطلس الكبير الغربي» لتضمينها في قائمة التراث الثقافي غير المادي التي تحتاج إلى حماية عاجلة.

تُوصف تاسكيوين بأنها «رقصة قتالية خاصة بالأطلس الكبير الغربي»، تُؤدى باستخدام قرن مزين بشكل غني يُسمى تيست. يرتدي الراقصون أيضًا قطعًا زخرفية مستوحاة من الزي العسكري، ولكن بنسخ ملونة وفنية تتناسب مع المؤدين.

تتمركز الرقصة حول الإيقاع، مبنية حول «فن هز الأكتاف على إيقاع الطبول والناي». شددت اليونسكو على أهميتها الاجتماعية، مشيرة إلى أنها «تعزز التماسك وتوفر وسيلة رئيسية للتواصل الاجتماعي للشباب».

لكن تاسكيوين في خطر. حذرت الترشيحات من أن الممارسة لم تبق إلا في بعض القرى، مع تراجع سريع أيضًا في الحرف المرتبطة بأدواتها.

كناوة، موسيقى للروح

من الإيقاع القتالي إلى الغناء الروحاني، يتوسع التراث المغربي بلا توقف. في دجنبر 2019، قبلت اليونسكو اقتراح المغرب لتسجيل كناوة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. تم تقديم الترشيح في شتنبر 2018.

في ملف الترشيح، يوصف فن كناوة بأنه «مجموعة من الأحداث الموسيقية، والعروض، والممارسات الأخوية والطقوس العلاجية التي تمزج بين الدنيوي والمقدس». كناوة هي «قبل كل شيء موسيقى لأخوية صوفية» حيث تتضمن كلماتها «استدعاء الأجداد والأرواح».

يتتبع الملف أيضًا جذورها التاريخية العميقة إلى مجتمعات تشكلت من خلال «العبودية وتجارة الرقيق التي تعود إلى القرن السادس عشر على الأقل»، وهي تقاليد أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من «الثقافة والهوية المتعددة الأشكال للمغرب».

لاحظت اليونسكو العدد المتزايد من الأخويات والأساتذة الموسيقيين الكناويين، المدعومين من المهرجانات في جميع أنحاء المغرب وخارجه. هذه التجمعات تتيح للفنانين الشباب تعلم «الكلمات، والأدوات، والطقوس المرتبطة بثقافة الغناوة».

التبوريدة، الاستعراضات العسكرية

الفولكلور الحربي و الفروسية لهما أيضًا مكان في الكنوز الثقافية للمغرب. التبوريدة، التي قدمها المغرب في 2019، تم تسجيلها في 2021.

تُوصف بأنها «أداء فروسية مغربي يعود إلى القرن السادس عشر»، تعيد التبوريدة تفسير الاستعراضات العسكرية الأمازيغية العربية القديمة. تحت قيادة قائد، تنفذ فرق من 15 إلى 25 فارسًا تشكيلات متزامنة.

يتكون الاستعراض من جزئين رئيسيين:

  • الحدا، وهي مشية تليها «تمرين أكروباتي للأسلحة»،
  • الطلقة، وهي جري جماعي ينتهي بإطلاق نار متزامن تمامًا «يحاكي انطلاقًا جماعيًا للحرب».

يرتدي الفرسان أزياء تقليدية، عمائم، جلابيب طويلة، بلغة، قرآن صغير وسيف عربي، بينما تُزين الخيول بسروج مطرزة تُظهر الهوية القبلية للفرقة.

الملحون، الشعر المغنى

في عام 2023، أضافت اليونسكو الملحون، الفن الشعري والموسيقي المغربي، إلى قائمتها للتراث. تم تقديم الترشيح في 2022.

الملحون متجذر في الشعر المغنى باللغة العربية الدارجة وأحيانًا باللغة العبرية، يصاحبه العود والكمان والرباب والدفوف الصغيرة. تتراوح موضوعاته بين الحب، والروحانية، والجمال، والقضايا الاجتماعية، والسياسة، وفنون الطهي، والرحلات الخيالية.

أشادت اليونسكو بقوته التوحيدية، مشيرة إلى أنه بمزجه بين «الغناء، والمسرحية، والاستعارة، والرمزية»، يوحد الملحون «جميع المغاربة بغض النظر عن دينهم».

اليوم، تستمر عملية النقل بشكل غير رسمي عبر الفنانين والمعلمين، وكذلك عبر  المنشورات التي تحفظ النصوص التاريخية.

القفطان، الإضافة الأخيرة

أحدث إضافة، ومصدر فخر وطني، هو «القفطان المغربي: الفن، التقاليد والمهارات»، الذي تم تسجيله في 2025 (20.COM) بعد أن قدم المغرب ترشيحه في 2024.

يوصف الملف القفطان بأنه «رداء طويل يرتديه الناس من جميع الأجناس والأعمار في المناسبات الخاصة والاحتفالات». تتضمن عملية صنعه النساجين والخياطين والحرفيين الذين ينتجون «الأزرار، والشرائط، والتطريزات».

صرحت اليونسكو بأن القفطان هو «عنصر مهم في الحياة المجتمعية والتراث المشترك»، مشيرًا إلى أنه يحدد الوضع الاجتماعي والانتماء، بينما يخلق نظامًا بيئيًا اقتصاديًا مهمًا للحرفيين المغاربة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال