اصطحب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون جيفري إبستين، الممول الأمريكي الراحل الذي وُجهت إليه لاحقًا اتهامات بالاتجار الجنسي، إلى جانب شريكته غيسلين ماكسويل، التي صدرت في حقها لاحقًا أحكام قضائية في قضية ذات صلة، كضيفين في حفل زفاف الملك محمد السادس سنة 2002، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست يوم الخميس.
ونقلت الصحيفة، استنادًا إلى مصادر وصفتها بالمطلعة على الملف، أن كلينتون، الذي تلقى دعوة رسمية لحضور حفل زفاف العاهل المغربي، أثار "دهشة" بعض أفراد طاقمه الخاص عندما طلب السماح له بمرافقة إبستين وماكسويل إلى الحفل، الذي أُقيم في يوليوز 2002 بالعاصمة الرباط.
كما نشرت الصحيفة صورة جماعية قالت إنها التُقطت خلال الحفل الملكي، يظهر فيها كلينتون إلى جانب ابنته تشيلسي، التي كانت ترتدي قفطانًا ورديًا، إضافة إلى إبستين، وماكسويل، ورجلين آخرين، أحدهما بلباس تقليدي مغربي. ووفقًا لمصادر نيويورك بوست، فإن تشيلسي كلينتون هي من أصرت على التقاط تلك الصورة.
طلب وُصف بـ"غير اللائق"
ونقل التقرير عن مصدر قوله إن طلب كلينتون كان يُنظر إليه داخل الدوائر المحيطة به على أنه "غير لائق"، إلا أنه "أصر" و"مارس ضغطًا" من أجل إدراج إبستين وماكسويل ضمن لائحة المدعوين.
وبحسب المصدر ذاته، سافر كلينتون وإبستين وماكسويل إلى المغرب على متن الطائرة الخاصة بإبستين، المعروفة إعلاميًا باسم "لوليتا إكسبريس"، في حين سافرت تشيلسي كلينتون بشكل منفصل. ولم تحضر السيدة الأولى السابقة، هيلاري كلينتون، المناسبة، إذ أشارت الصحيفة إلى أنها كانت حينها عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأضافت نيويورك بوست أن طلب كلينتون قُوبل بالموافقة في نهاية المطاف. وكتبت الصحيفة: "ليس من الواضح تمامًا ما الذي قاله مساعدو الملك عند تلقي الطلب، لكن من الواضح أنهم قالوا نعم"، مستندة إلى مصادرها.
كما نقلت عن مصدر آخر قوله إن "الجميع جلسوا خلال الجزء الرسمي من المراسم، قبل الانتقال إلى مأدبة العشاء". وأضاف: "كان كلينتون وإبستين وغيسلين يجلسون إلى جانب الملك. كان الأمر أشبه بحفل زفاف رسمي فاخر، بملابس سهرة وأجواء راقية للغاية".
كلينتون ينفي علمه بجرائم إبستين
من جهته، لم ينكر أنجيل أورينا، المتحدث باسم بيل كلينتون، حضور إبستين وماكسويل لحفل الزفاف. وفي رده على استفسار الصحيفة، قال: "لا أعرف كم مرة يجب أن نكرر أن تلك الرحلات وقعت قبل أكثر من 20 عامًا، وتم قطعها لاحقًا. يبدو أننا سنقول ذلك مرة أخرى، ولكن محاولة جيدة". وكان أورينا قد صرّح سنة 2019 بأن كلينتون لم يكن على علم بجرائم إبستين، مشيرًا إلى أن مكتبه قطع علاقاته به سنة 2005.
ويُذكر أن جيفري إبستين اعتُقل في يوليوز 2019 بتهم اتحادية تتعلق بالاتجار الجنسي والتآمر مع قاصرات، بعد اتفاق سابق أُبرم سنة 2008 في ولاية فلوريدا. وقد توفي أثناء احتجازه في غشت 2019 داخل سجن اتحادي بنيويورك، وأُعلن رسميًا عن وفاته كحادثة انتحار.
أما غيسلين ماكسويل، فقد أُدينت سنة 2021 بتهمة تجنيد واستدراج قاصرات لصالح إبستين، وصدر في حقها سنة 2022 حكم بالسجن لمدة 20 عامًا، وهو الحكم الذي جرى تأييده في مراحل الاستئناف اللاحقة.
ولا تزال قضية إبستين تعود إلى الواجهة من حين لآخر، في ظل رفع السرية عن وثائق قضائية، وتجدد الاهتمام الإعلامي، واستمرار التداعيات القانونية المرتبطة بشبكته وعلاقاته.


chargement...





