القائمة

أخبار

جمعيات تدق ناقوس الخطر وتحذر من خطر "إندثار واحة تغجيجت"

بعد إعطاء الانطلاقة لمشروع شبكة المياه العادمة ومحطة التصفية، بجماعة تغجيجت بمناسبة عيد العرش، أطلقت عدة فعاليات بالمنطقة نداء مرفوقا بوسم "تغجيجت واحة تحتضر"، من أجل تنبيه السلطات الإدراية والمنتخبين،  لـ"الوضع الكارثي الذي تعيشه واحة تغجيجت".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بمناسبة عيد العرش، تم إعطاء الانطلاقة لتشييد مشروع شبكة المياه العادمة ومحطة التصفية يوم الثلاثاء الماضي، بواحة تغجيجت، وهو ما رأى فيه  سكان المنطقة تهديدا لواحة النخيل لتابعة إداريا لإقليم كلميم.

وأصدرت الجمعية المغربية لحماية المال العام، نداء تحتتج من خلاله على هذا المشروع، وأيضا لتحسيس السلطات بخطورته و"تدارك ما يُـمكن تداركه".

وأشارت الجمعية إلى أنه تم تخصيص "غِلاف مالي قيمته 66 مليون درهم، من طرف المكتب الوطني الصالح للشرب ومجلس جماعة تغجيجت وشركاء .أخرين"، لتشييد المشروع  

ورأت الجمعية أنه "بدلا من أن يكون هذا المشروع تعزيزا للبنى التحتية بالمنطقة، كشفت المؤشرات الأولية لتدبيره، عن الرغبة الطائشة والمتهورة في جعل واحة تغجيجت محاصرة داخل بركة آسنة وتتعايش مع العفن وروائح كريهة ومُعكّرة لصفو الهواء النقي الذي تمتاز به الواحات".

وتابعت الجمعية أنه "بالرغم من صمُودها في وجه تقلبات المناخ ومقاومتها لجدب الأرض وفيض السماء، مَازالت واحة تغجيجت، تُواجه تكالُب قساوة الظّروف الطبيعيّة وبرامج مُؤسسَاتية غير ناجعة، عِلاوة على الخصاص المهول في أكثر من قطاع اجتماعي، وتوالي سنوات الرّكود الاقتصادي"، وأضافت فإذا "كانت واحة النخيل بتغجيجت، موروثا طبيعيا ذا بُعد بيئي وجمالي وتاريخي وحضاري، وفضاء ذا قيمة بيئية كبيرة، وموْرد رزق غالبيّة الأسر بالمنطقة، فإنّها اليوم مُهدّدة بالزوال والاندثار".

وقال عبد العزيز السلامي، وهو عضو في الجمعية المغربية لحماية المال العام، في اتصال مع موقع يابلادي، "إنه مكان غير ملائم لإنشاء مثل هاته المشاريع لأنه يشكل تهديدا لواحة النخيل، وكذا سلامة البيئة" وأشار إلى أن "هناك تنسيق محلي يترافع عن القضية على المستوى الإعلامي والقضائي وغيرهما".

كما أكد المتحدث نفسه أنه تمت مراسلة السلطات المعنية قبل إعطاء الانطلاقة لهذا المشروع لمدة سنة ونصف، إلا أنه لم يتم الاستجابة لهاته المراسلات، مشيرا إلى أنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية في الأسابيع المقبلة.

وفي تصريح مماثل ليابلادي قال لحسن الصحراوي، العضو في مركز جدور الإعلام والتوثيق، إطلاق النداء جاء من أجل "التحسيس بخطورة هذا المشروع، لأنه أعطيت انطلاقته من دون الأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي، لأن المكونات البيولوجية للواحة، حساسة وهشة في نفس الوقت".

وأضاف المتحدث نفسه أن "واحة النخيل تتواجد في إقليم كلميم، وتعتبر مصدر رزق لسكان المنطقة، من حيث إنتاج التمور وغيرها وهدفنا الآن هو التحسيس والمرافعة من أجل الحفاظ على هذه الثروة".

وترى الجمعية في ندائها، أن هذه "الجريمة البيئية، المتكاملة الأركان، امتدادا لجرائم لا تقل خُطورة، حيث الإجهاز على ما تبقى من أشجار نخيل الواحة، من خلال التشفير، بطرق غير علمية، يغلب عليها الربح السريع، وزحف الاسمنت على جنبات الحقول والمزارع، دون أدنى استشعار للشروط العمرانية والجمالية للواحات". وخلص النداء إلى "أن ما تُعانيه واحة تغجيجت، ليس قدرًا محتوما، على السّاكنة أن تتحمل تداعياته، وإنما فشلا مُزمنا للسيّاسات العمومية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال