القائمة

أخبار

المغرب يتهم أديداس بنسب "الزليج المغربي" للجزائر

اتهمت وزارة الثقافة المغربية، شركة أديداس المتخصصة بالملابس الرياضية، بـ"سرقة" أنماط من "الزليج المغربي" ووضعها على أقمصة خاصة بالمنتخب الجزائري. فما هي الحجج التي قدمتها الوزارة؟

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

قال مصدر من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن هذه الأخيرة قررت توكيل محامي مغربي للدفاع عن سرقة جديدة تتعلق بالتراث المغربي.

ويتعلق الأمر حسب المصدر ذاته، بسرقة أنماط لـ "الزليج المغربي" في تصاميم خاصة بأقمصة رياضية مع نسبها للجزائر، وهو ما دفع الوزارة للتحرك بشكل عاجل وتوكيل المحامي مراد العجوطي في هذا الملف.

ووفق المصدر، فقد قام المحامي بتوجيه إنذار قضائي للممثل القانوني لشركة أديداس بمقرها الاجتماعي الكائن بألمانيا، حيث قام المحامي بتكليف من وزارة الثقافة و الشباب و والتواصل بتنبيه الشركة إلى أن الأمر يتعلق بعملية استيلاء ثقافي و محاولة السطو على احد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي واستخدامها في خارج سياقها مما يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ  هاته العناصر الثقافية.

وأكد المحامي مراد العجوطي لـ"يابلادي" أن الوزارة عقدت اجتماعا مع عدد من الخبراء القانونيين والمتخصصين لتدارس هذا الموضوع وأبعاده، وخلص الاجتماع إلى اعتبار ما قامت به الشركة المذكورة استيلاءً ثقافيا على مكون مغربي تاريخي خالص وتطاولا على جزء مهم من التراث الوطني.

وجاء في الإنذار القضائي الموجه من طرف مراد العجوطي المحامي بهيئة الدار البيضاء، إلى شركة أديداس، أن القميص الجزائري "يتضمن عناصر يبدو منها أن الأنماط المستخدمة في هذا التصميم الجديد تشمل تمثلات لفن الزليج المغربي، وهو ما يشبه محاولة واضحة للاستيلاء الثقافي من خلال علامتكم التجارية".

وأضاف "ظهر لأول مرة فسيفساء قطع الخزف الملون  في المغرب في القرن العاشر، والنماذج الموجودة في قصر المشوار بتلمسان مستوحاة من المغرب وشوهدت لأول مرة في المدرسة البوعنانية في فاس ومدرسة الزاوية" واستدل بما ورد في مقال علمي بعنوان "قصر المشوار (تلمسان ، الجزائر): ألوان الزليج وتصميمات زخارف القرن الرابع عشر، نشرته مجلة ArcheoSciences 2019/2 رقم 43-2)".

وتابع أن الأنماط المستخدمة في تصميم القميص الخاص بكرة القدم مستوحاة من الأنماط الموجودة في المعالم الأثرية لمدينة فاس وموقع شالة، المدرجين في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عامي 1981 و 1985.

"لذلك أنذركم بسحب هذه المجموعة من القمصان الرياضية المشار اليها في غضون 15 يومًا من استلام هذه الرسالة، أو تخصيص بيان صحفي يبين أن التصاميم المستعملة في هاته القمصان الرياضية مستوحاة من فن الزليج المغربي، وتخصيص جزء من الأرباح للحرفيين المغاربة أصحاب الحقوق".

حجج ضعيفة

لكن يبدو أن الإنذار الذي وجهته وزارة الثقافة المغربية، إلى شركة الألبسة الرياضية العملاقة، لن يخرج عن دائرة الاستهلاك الإعلامي، وخلق الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير مقال "قصر المشوار (تلمسان ، الجزائر): ألوان الزليج وتصميمات زخارف القرن الرابع عشر"، الذي استند إليه المحامي في "إنذاره" الموجه لأديداس، إلى أن "العالم الإسلامي الغربي يشترك في هذه الهندسة (هندسة الزليج)"، ويضيف أن "اختلاف تعقيد الزخارف يختلف باختلاف الإمارات".

ولم ينسب ذات المقال الزليج للمغرب، وأكد أصحابه أنهم قاموا في الجزء الأول من بحثهم  بإجراء "تحليل هندسي للزخارف" المنتشرة في "الغرب الإسلامي"، مشيرين إلى أنه "تم إجراء مقارنات مع الزخارف الأخرى من الآثار المعاصرة في المغرب أو الأندلس".

ويشيرون إلى أنهم ركزوا في الجزء الثاني "من الدراسة بشكل أكبر على تقنيات تصنيع الزليج". ويتحدث البحث في العديد من المواضع عن "الغرب الإسلامي" و"المغرب العربي" و"شمال إفريقيا"، دون أن ينسب الزليج إلى المغرب.

كما أن "الزليج" غير مسجل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، في اسم المغرب، ويصعب نسبته لدولة أو جهة معينة، إذ أن كتابات تاريخية كثيرة تشير إلى إنه ازدهر في القرن العاشر والحادي عشر الميلادي، وخلال هذه الفترة كانت حدود الدول تتمدد وتتراجع تبعا للقوة العسكرية لكل سلالة حاكمة.

وفي تقديمها لقمصان المنتخب الجزائري، لم تنسب شركة أديداس الزليج إلى بلد معين، واكتفت بالقول إن الأقمصة "مستوحاة من التصاميم العريقة لقصر المشور".

ولا تعتبر هذه القضية الأولى من نوعها بالنسبة للمحامي مراد العجوطي، فقد سبق له أن أعلن في ماي الماضي عن مقاضاته لمديرية الثقافة بتلمسان بسبب القرصنة الجزائرية لصور صانعة تقليدية مغربية وأيضا لمهاراتها الفنية.

كما سبق له أن أعلن في مارس من سنة 2021 عن دراسة السبل القانونية المتاحة، لرفع دعوى قضائية ضد الجزائر، بسبب طردها لفلاحي منطقة العرجة الواقعة قرب فيكيك.

ورغم الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، لمثل هذه الدعاوى، إلا أنه لا يتم الحديث عن تطوراتها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال