القائمة

أخبار

صفقة القرن: جمعيات داعمة لفلسطين "تدين" مشاركة المغرب في مؤتمر البحرين

عبرت جمعيات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل في المغرب، عن رفضها وإدانتها لمشاركة المغرب في مؤتمر البحرين، الذي سيتم خلاله مناقشة الشق الاقتصادي من "صفقة القرن".

نشر
من مسيرة الرباط التضامنية مع القضية الفلسطينية
مدة القراءة: 4'

في ساعات متأخرة من مساء يوم أمس الإثنين، أعلن المغرب مشاركته في مؤتمر "ورشة الازدهار من أجل السلام"، بالعاصمة البحرينية المنامة، والذي سيخصص لمناقشة الجوانب الاقتصادية لخطة التسوية الأمريكية بالشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

ويوم أمس قال ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إن مشاركة المملكة المغربية "تأتي انطلاقا من الموقف الثابت والدائم للمملكة المغربية من أجل حل دولتين، تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام واستقرار، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وسيستمر المؤتمر الذي يترأسه جاريد كوشنر صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى يوم غد الأربعاء.

وتميز اليوم الأول من المؤتمر بمشاركة عربية رسمية محدودة، وذات تمثيل منخفض، فإلى جانب المغرب أعلنت مصر والسعودية والإمارات والأردن إيفاد ممثلين عنها بمستويات ضعيفة للمشاركة في المؤتمر المثير للجدل.

وقوبلت المشاركة المغربية بالرفض من قبل الجمعيات المناهضة للتطبيع، التي سبق لها أن نظمت مسيرة يوم الأحد الماضي بالعاصمة الرباط، للتعبير عن رفضها لمؤتمر البحرين وخطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان، "نتأسف لمشاركة المغرب في هذا المؤتمر لأن المشاركة هي خيانة للقضية الفلسطينية، وطعن لثوابت الشعب الفلسطيني".

وأضاف "مؤتمر المنامة يشكل خطوة أولية من خطوات تنفيذ وتطبيق صفقة القرن، التي تجهز على كل ثوابت الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق الدولتين، وحق العودة، والقدس".

واعتبر فتحي أن مشاركة المغرب في مؤتمر المنامة "بمثابة تزكية لهذه الخطوات التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية"، وأضاف "كنا نرجو أن تكون الدولة في المستوى، وتنصت لصوت الشعب الذي عبر من خلال مسيرة يوم الأحد، عن تنديده بصفقة القرن ومؤتمر المنامة".

وتابع أنه بغض النظر عن مستوى التمثيل فـ"المشاركة أصلا هي بمثابة موافقة مبدئية على المسار الذي يراد للقضية الفلسطينية، وبالتالي سواء انخرط المغرب من خلال وزير أو مسؤول في وزارة فهو انخراط للدولة المغربية في هذا المشروع الذي يستهدف الاجهاز على القضية الفلسطينية".

من جهته قال خالد السفياني عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في تصريح مماثل لموقع يابلادي إن "مشاركة المغرب مدانة بكل المقاييس نحن أكدنا وأكد الشعب المغربي بإجماع مكوناته بأن أية مشاركة على أي مستوى كانت، تشكل خيانة".

وأضاف "كان من المفروض على وزير الخارجية أن يكون له حس، في التقاط الرسالة الجماعية للشعب المغربي، الذي يرفض مطلقا وبصفة واضحة المشاركة في هذه الورشة الخيانية، كان عليه أن ينتبه إلى أن مختلف الأحزاب والجمعيات عبرت عن موقفها يوم الأحد من خلال المسيرة الشعبية الضخمة في الرباط. وزارة الخارجية توجد خارج السرب وتوجد في اتجاه معاكس لإرادة الشعب المغربي والفلسطيني".

وتابع أن المشاركة في مؤتمر البحرين تساهم "في إسباغ الشرعية على الجرائم التي تستهدف فلسطين والقدس ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية في عموم فلسطين، وتساهم في وضع القدس في المزاد العلني".

بدوره قال محمد بنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في تصريح لموقع يابلادي، "وجهنا نداء مباشرا نناشد فيه المغرب بألا يحضر".

وتابع "نحن نعتبر أن الفلسطينيين لم يفوضوا أمريكا للنظر في الملف السياسي، ولا يقبلون منها البيع والشراء في القضية الفلسطينية لا تجاريا ولا سياسيا، لأن أمريكا لم تعد مؤهلة للنظر في هذا الأمر باعتبار أنها ليست وصية على القضية الفلسطينية".

وبحسب الأندلسي فإن موقف المغرب كان يفترض ألا يخرج "عما قرره الفلسطينيون، هم طلبوا منا ألا نحضر فكان من اللازم ألا نحضر".

وعن مستوى التمثيل المغربي قال الأندلسي "الحضور المغربي كان لجبر الخاطر فقط، ولكن كان من الأجدر ألا نحضر".

يذكر أنه سبق للولايات المتحدة الأمريكية والبحرين، أن أعلنتا في بيان مشترك، عن أن عقد الورشة يأتي بهدف "بحث سبل جذب استثمارات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول المنطقة، في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

و"صفقة القرن"، هي خطة أعدتها الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتحدث بعض التسريبات الإعلامية على أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية وخصوصا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على تقديم تنازلات كبيرة لمصلحة إسرائيل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال