القائمة

أخبار

بعد التقارب الجزائري الإيطالي.. روما تفتتح مركزا قنصليا في تندوف

افتتحت إيطاليا مركزا قنصليا في مدينة تندوف الجزائرية، وقال السفير الإيطالي بالجزائر، إن المركز موجه أيضا "للاجئين الصحراويين"، وأنه يعتبر "نوعا من التضامن من طرف إيطاليا مع القضية الصحراوية" بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعد أربعة أشهر من زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، أعلنت السفارة الإيطالية بالجزائر، افتتاح مركز للخدمات القنصلية بالاشتراك مع شركة ‏VFS-Global، في مدينة تندوف.

وكتبت السفارة الإيطالية بالجزائر على حسابها في تويتر "افتتح السفير بولييزي مركز الخدمة القنصلية الإيطالية الجديد في تندوف بحضور السلطات الجزائرية والجالية الصحراوية التي تم إنشاؤها بالتعاون مع شركة VFS Global".

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن السفير الإيطالي قوله إن هذه المبادرة "فريدة من نوعها و لأول مرة تنفذ في الجزائر لتحسين وزيادة عرض الخدمات القنصلية الإيطالية حتى في أبعد المناطق في البلاد في تندوف".

وتابع "المركز ليس موجهًا للجمهور المحلي الجزائري ومجتمع الأعمال الموريتاني الحاضرين فحسب ولكن أيضا للاجئين الصحراويين".

ونقلت عنه أيضا قوله إن المركز "يعد نوعا من التضامن من طرف إيطاليا مع القضية الصحراوية وأوضاع اللاجئين الصحراويين في المخيمات".

وسبق لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن زارت الجزائر في شهر يناير الماضي، واستقبلها الرئيس عبد المجيد تبون، الذي رحب آنذاك بـ "موقف إيطاليا الإيجابي والمتوازن الداعي إلى حل عادل لهذه القضية، وفق قرارات الأمم المتحدة، من أجل تمكين الشعب الصحراوي من التمتع بحقوقه المشروعة".

وأضاف أنه "تم الاتفاق على دعم المبعوث الأممي دي مستورا والبعثة الاميمة للاستفتاء في الصحراء الغربية".

وبعد تغيير إسبانيا لموقفها من نزاع الصحراء، اتجهت الجزائر نحو إيطاليا، وكثفت من زيارات مسؤوليها إلى روما، وأبرمت عدة اتفاقيات معها، مستغلة حاجتها للغاز الطبيعي، بعد الطلب الكبير عليه، إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

إيطاليا تطمئن المغرب

وتعتبر إيطاليا أول دولة تفتح منشأة قنصلية في مدينة تندوف، التي يتواجد بترابها مخيمات البوليساريو.

ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن عمار بلاني الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج قوله "إيطاليا بلد صديق كان حاضرا دائما في أصعب الظروف وهو قبل كل شيء بلد يتمسك باستمرار بالمواقف المبدئية بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على عكس ما شهدناه للتو مع شركاء آخرين في المنطقة، لهم خبرة في الازدواجية والحسابات الضيقة والأنانية".

وكان المغرب ينظر بكثير من الحذر لوصول جورجيا ميلوني، زعيمة حزب فراتيلي دي إيطاليا اليميني المُتطرف، المعروف بمواقفه المؤيدة للبوليساريو، إلى السلطة. حيث سبق لميلوني أن زارت قبل سنوات من توليها منصبها الحالي، مخيمات تندوف، كما أشادت في كتاب نشر في شهر ماي من سنة 2021، بالانفصاليين، ودعت إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير.

وسبق للحكومة الإيطالية أن طمأنت المغرب بخصوص موقفها من الصحراء، بعد أيام قليلة من تولي ميلوني السلطة في 22 أكتوبر 2022. وفي 27 من نفس العام، أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإيطالي، أنطونيو تاجاني، في مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بـ "الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في استقرار المنطقة المتوسطية، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب".

يذكر أنه سبق للرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، أن قال خلال زيارة رسمية إلى الجزائر في نونبر 2021، إن تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء يجب أن تأخذ "في الاعتبار حقوق الشعب الصحراوي"، وأشاد بـ "دور الجزائر وتشبثها بإطار الأمم المتحدة الخاص بالصحراء الغربية".

وأثار هذا التصريح حفيظة المغرب، الذي طالب بتوضيحات من إيطاليا، وبعد يومين جاء في بيان مشترك عقب مباحثات بين ناصر بوريطة ووزير الخارجية الإيطالي السابق لويجي دي مايو، أن إيطاليا تشيد " بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في إطار الأمم المتحدة وتشجع كافة الأطراف على مواصلة انخراطها بروح الواقعية والتوافق"، من أجل حل ملف الصحراء.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال